وطال الحديث، وتمسكوا بتنفيذ قرار رئيس "الأمم المتحدة" بإحضاري بالقوة إذا دعت الضرورة لذلك... طلبت منهم تمكيني من الاتصال بحكومة بلادي فأخبروني أن رئيس الحكومة ووزراء العدل والداخلية والوالي وعامل الإقليم، قد تم ترحيلهم البارحة إلى نيويورك كشهود في القضية... واستعطفتهم ليتركوني لحالي لأن العيد قد حل وعطلتي الصيفية انتهت وأنه علي الالتحاق بعملي... رفضوا رفضا تاما طلبي، وأقروا أنه لا مفر من مرافقتهم إلى نيويورك... حاولت جاهدا أن أشرح لهم أنني مُعْجَب بنيويورك وقد قررت زيارتها عند تقاعدي سنة 2018 وأنني متشبث برفضي الحديث عن بلدي خارج الوطن وخاصة في بلاد الأمريكان... وإذا بأحدهم يخبرني أنه علي شكر أمريكا التي استطاع أحد مخبريها التنصت، بالصدفة، على كل المكالمات المتعلقة بقضية "المواطن المغربي"... حيث كان هذا المخبر مكلفا من طرف "وكالة الأمن القومي" الأمريكية، بالتنصت على رئيس دولة أوروبية، وإذا بخطأ في القمر الصناعي يوجهه صوب قرية مغربية نائية حيث التقط تحركات ومفاوضات ومساومات مشكوك فيها... وهذا المخبر يتقن اللهجة المحلية للقرية لأنه قضى بها فترة طويلة في إطار الخدمة العامة لـ "الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"... وأنه حين تقديم المخبر ملفا كاملا لمرؤوسيه قرروا لخطورة الموقف وعدم استيعاب عقلهم قرار مواطن مغربي التخلي عن ترشيحه للانتخابات والفوز بمقعد في برلمان هو طموح الجميع، التوجه عوض ذلك إلى الحج وهو الذي زار مكة المكرمة مرارا وتكرارا... أمام خطورة الوضع، اتخذ قادة "وكالة الأمن القومي" قرارا بإحالة الملف على "الأمم المتحدة" لتفادي مواجهة مفتوحة ما بين المغرب وأمريكا، حيث قررت أعلى هيأة دولية تشكيل لجنة دولية للنظر في الأمر... وأنا أَصْرُخُ بكل قواي ضد عناصر "الأمم المتحدة" رافضا مرافقتهم، إذ بزوجتي تناديني من بعيد: "انهض يا عبدالحق من قيلولتك، فقد حان موعد صلاة العصر؛ انهض..."... فتحت عيني وفرحت كوني في فراشي، وبيتي خال من عناصر "الأمم المتحدة"، وأنني لن أُرَحَّلَ إلى نيويورك ولن أشارك في عمل ضد وطني... ونعلت السياسة ومشاكلها وأحلامها....