ولنأخذ العبرة من تاريخ مؤسساتنا ووقائعنا الاجتماعية ، فليس يتولى مهام الخبرة والاستشارة السياسية والتأريخ والتوثيق الوطني سوى أغلب أطر المنظمات الجماهيرية والنقابية والهيئات الوطنية والديموقراطية ، بنفس وطني وأفق ديموقراطي ، ولا يعقل التسليم بالمطلق على أن التدبير السلمي والعقلاني للصراع السياسي والاجتماعي هو بمثابة استسلام أو إذعان ، فللنظام السياسي قاعدته الاجتماعية ، وفية له مذهبيا وتشريعيا ، من المؤسسات الأمنية والعسكرية إلى كافة القنوات الثقافية والدينية والتربوية والقانونية والمؤسسات الإدارية والمالية والاقتصادية ، الخاصة والعمومية ، ليبقى السؤال هل لا زالت الديموقراطية التمثيلية صالحة لخلق فرص التداول على السلطة ، في حدود التدبير المفوض ، والمساهمة في صناعة القرار السياسي والأمني والمالي ، أم إنه لا مناص من تأهيل المقتضيات الدستورية والتشريعية لتفعيل حقيقي وشفاف للديموقراطية التشاركية ..؟