عهد عبد الإله بنكيران استغل الدين لتضليل الرأي العام ورفع شعارات للقضاء على الفساد واقتصاد الريع ،لكنه ما لبث أن غيره بعفى الله عما سلف ،فشل لثلاث مرات في إيجاد الحكومة المنسجمة فغيرها لثلاث مرات ،تحالف في الأولى مع حزب علال ضد من كان يصفهم في حملته بالتماسيح والعفاريت لكنه مالبث أن توسل إليهم للدخول إلى الحكومة بعد خروج حزب علال الفاسي،ثم استمر الفساد واستغلال النفوذ وهدر المال العام والفساد الأخلاقي وفرض عليه إحداث تغييرات في الحكومة ،فأصبح لوزرائه ألقابا جديدة ،وزير الكراطة ،والوزير الذي أصيب بالحب والغرام مع مديرة ديوانه المتزوجة ،ثم وزير "الشوكلاطة" والوزير الذي كان له غرفة نوم وحمام في مكتبه ،وفضائح أخرى تتعلق بهدر المال العام كان بطلها الشوباني بشرائه سيارات "الكاطكاط". لم يكن يخطر ببالي أبدا أن يتحالف حزب إسلامي مع حزب علماني يتبنى الفكر الماركسي ،فالحزب الإخواني لم يسبق أن تحالف في العالم مع حزب ماركسي إلا في المغرب ،والقاسم الذي يجمع الحزبين هو حبهما للكرسي بأي ثمن ولو على حساب المبادئ والقيم. الآن أدركت الفرق الكبير بين شخصية عبد الرحمان الكاريزماتية وشخصية عبد الإله بن كيران الشعبوية لكنهما يختلفان في الرئى والأهداف ،الأول اختار التحالف مع أحزاب الكتلة الديمقراطية وهو اختار التحالف مع العلماني واللبرالي ،نجح الأول في قيادة المغرب إلى بر الأمان في الوقت الذي زاد فيه عبد الإله بن كيران في منحة الوزراء بعد انتهاء مهامهم، وضمن لهم تقاعدا مريحا وأغرق المغرب في الديون الخارجية وهدد السلم الاجتماعي بإصلاح منظومة التقاعد في غياب الحوار مع النقابات وصادر حق الشباب في التوظيف المباشر وانسدت الأفق أمام خريجي الجامعات والمعاهد العليا ،في الوقت الذي تم فيه توظيف مقربيه و مناضلي حزبه في المناصب العليا. في عهد عبد الرحمان اليوسفي ساد المغرب هدوء أو استقرارا وفي عهد عبد الإله بنكيران ازدادت الاضطرابات والاحتجاجات في الشارع المغربي وتمادى هو و وزارئه في الاستهزاء بالأمازيغ ،واختار في خاتمة عهده تزكية أحد المتطرفين الذي رفع مرارا وتكرار خطابا يدعو لقتل اليهود وهو بهذا يهدد وحدة المغرب وتماسك المجتمع ، عبد الإله بنكيران يستعمل من جديد خطاب سكوك الغفران ودعى الشعب المغربي لاختيار الجنة بالتصويت على حزبه ومن اختار غير ذلك فلتبوأ مقعده من النار. هذه هي حصيلته ومع ذلك يريد الاستمرار أو الاستشهاد وهو بذلك يهدد استقرار الدولة والملكية.