لهذا البعض أقول : أنا أحلم و سأظل أحلم .
فالحلم بالنسبة لي لا يعني الهروب من الواقع ، بل يعني المقاومة ، يعني الحفاظ على توازني النفسي في وضع مريض و متخلف قد يفقد فيه الإنسان بسهولة هذا التوازن ، يعني الأمل في أننا سنحقق غدا التغيير المنتظر .
الحلم بالنسبة لي حقيقة تاريخية مؤكدة ، فكل الإختراعات البشرية ، و كل الثورات التي قامت بها المجتمعات على تخلفها و على الظلم الإجتماعي الذي عانت منه طويلا ، بدأت بحلم صغير ما فتيء يكبر مع مرور السنين حتى أصبح حقيقة . لنقرأ التاريخ جيدا و سنكتشف أنه تعاقب للأحلام قبل الأحداث ، أن صانعيه كانوا حالمين قبل أن يصبحوا مفكرين و سياسيين .
الحلم بالنسبة لي هو الغد ، هو المستقبل ، هو القضاء على الفساد و المفسدين ، هو تبوأ المثقفين و المفكرين و الفنانين الحقيقيين الصدارة ، صدارة الصورة التي يملأها اليوم للأسف أشخاص لا يفقهون شيئا ، لا في الفكر و لا في السياسة ، أشخاص يسيرون بنا نحو المجهول بتعميق الفوارق ببلادنا لدرجة يزدادا الفقراء فقرا و عددا - الأرقام و التقارير تتحدث عن ملايين الفقراء - و يزداد الأغنياء غنى .
الحلم بالنسبة لي أمل و قضية عشتها و أعيشها و بفضلها أكتب و أقاوم و سأستمر ...
فليتركنا أعداء التقدم و أعداء التغيير نحلم ، لأنهم بعملهم هذا يؤكدون الحقيقة التي أشرت إليها ، و هي أن التغيير يبدأ حلما ، ثم يتحقق ، و سيتحقق ، و المستقبل أمامنا .