سيرة الدمع - دراسة سوسيو تاريخية للزميل لحسن العسبي

سيرة الدمع - دراسة سوسيو تاريخية للزميل لحسن العسبي

 نزل إلى رفوف المكتبات، مع بداية شهر شتنبر الجاري (2016)، كتاب جديد للكاتب والصحفي المغربي لحسن العسبي، تحت عنوان "سيرة الدمع – دراسة سوسيو تاريخية"، صادر ضمن منشورات المركز الثقافي العربي ببيروت بلبنان. وهو سابع كتاب يصدر للأستاذ العسبي، وثاني كتاب يصدر له هذه السنة، بعد إصداره منذ شهرين لكتاب توثيقي هام، حول سيرة واحد من كبار رجال المقاومة والوطنية المغربية، تحت عنوان : "مولاي العربي الشابي الشتوكي.. سيرة حياة، سيرة للمقاومة المغربية".

الكتاب الجديد "سيرة الدمع"، فيه إطلالة من الباحث الشغوف بسؤال المعرفة المؤسسة لرؤية جديدة مختلفة إلى الذات العربية والإسلامية، على جانب من المنسي في علاقتنا كأفراد مع سؤال الجسد. حيث عودنا الصديق العسبي، على الإهتمام بمواضيع مثيرة وهامة، قليلا ما ننتبه إليها معرفيا في ثقافتنا العربية والمغربية، من مثل "علاقة الأدباء بأمهاتهم" و"علاقة الأدباء بالقطط" و"تاريخ الإعدام" و "تاريخ الأقزام" و"تاريخ المراحيض"، ثم ذاكرة الطبخ المغربي التي يشتغل عليها منذ سنوات وأصدر منها جزء صغيرا متعلقا ب "الحلال والحرام في موائد الديانات السماوية الثلاث". بالتالي، فإن كتاب "سيرة الدمع" يحاول أن يأخدنا إلى الإنتباه لمعنى التحول في الرؤية للذات عربيا من خلال شكل العلاقة مع الجسد، عبر بوابة الدمع، الذي هو واحد من خاصيات الإنسان كإنسان تميزه عن باقي الكائنات الحية (إلى جانب الضحك). ولقد عمل الباحث على الحفر في أثر الدمع من خلال أنواعه وأشكاله ومعانيه المتعددة فرديا وجماعيا، وكذا من خلال قيامه بدراسة إحصائية وتحليلية دقيقة لحضور الدمع في القرآن والأناجيل الأربعة والتوراة.

الكتاب الذي يقع في 260 صفحة ( 60 درهما)، نقرأ على غلافه من مقدمة كاتبه، تحديدا أدق لهوية مشروعه:
"إن النبش في ذاكرة الدمع ليس إلا محاولة لتبيان أن لجسد الانسان عشرات الطرق للتعبير عن نفسه (بالحركة، بالانفعال، باللغة.. الخ) وضمنها الماء النازل من العين. ونحن مغربيا وعربيا، في حاجة جدية لإعادة
تمثل علاقتنا بالجسد، من موقع السؤال الأزلي الدائم: هل الجسد ملكية خاصة لصاحبه، أم إنه وديعة لديه فقط؟. هنا يكمن السؤال الثقافي الأصعب للعربي المسلم أمام ذاته، والذي لا تزال الأجوبة عنه متباينة، متنافرة، متضادة، وفي الكثير من الأحيان متصادمة. لأنه جزء من سؤال آخر أشمل، هو شكل العلاقة بين الفرد والجماعة في الثقافة العربية الإسلامية. هل الفرد حر في ذاته ولذاته، أم إنه جزء من جماعة، وأن قانونها أسمى من حريته في ذاته ولذاته. إنه ذلك السؤال الكبير بين منطق العشيرة والقبيلة والطائفة والعلاقات الإجتماعية للمجتمع الفلاحي، وبين منطق الفرد المسؤول عن ذاته وأفعاله، المستقل بقراره، ضمن نظام المدينة، كما بلورته المجتمعات الصناعية منذ القرن 18."