الحكاية الثالثة هو استمرار الفوضى في شوارع المدينة في غياب رجال الأمن الذين من الواجب السهر على حركة السير واحترام علامات المرور ،فوضى عارمة بطلها الباعة المتجولون ،ينضاف إليها سائرون لايحترمون إشارات المرور ،عندما تحاول تنبيه أحدهم يتوقف ويخرج من سيارته ويسمعك كلاما نابيا في غياب الأمن ،هذا يحدث اليوم ليس فقط في مدينة بركان بل لمست ذلك في مدن مغربية أخرى مررت بها.. دولة غاب فيها الأمن وسادت فيها الفوضى وازدادت حركة الإحتجاج فيها وسدت الآفاق ،ويقولون عنها المغرب استثناء ،المغرب بركان خامد سينفجر في كل لحظة ،المغرب يغرق في الديون الخارجية. الحكاية الرابعة وهي عندما تزور الإدارة لتسوية ملف من الملفات ،فتكتشف مسلسل الإبتزاز وسير وجي ويبقى لك خيارين إما تنتفض في وجه الموظفين وتطالب بحقوقك وإما تسلك الطرق الدنيئة وتخرج بأقل الخسائر. المصيبة الكبرى هي عندما تبحث عن الإستمتاع بعطلتك في إحدى الفنادق المصنفة وتؤدي ما عليك من مصاريف مثل السياح المتواجدين معك فيتعرض أبناؤك المزدادين في أروبا لمعاملة تختلف عن المعاملة التي يتلقاها السياح الأجانب وهم في بلدهم المغرب من طرف الساهرين عن الفنادق المصنف ،يحسون بغبن كبير،فينفجرون غضبا في وجوههم ويحللون بأغلظ الأيمان بعدم الرجوع مرة أخرى للمغرب بل يفضلون وجهة أخرى يحسون فيها بالأمن والإحترام عِوَض بلدهم المغرب. الحكاية الخامسة هو عدم التزام الحكومة المغربية بالوفاء بالتزاماتها اتجاه خمسة ملايين من مغاربة العالم الذين طالبوا بالمواطنة الكاملة ،لكن آمالهم تبخرت ، بعد أن أدارت الحكومة الحالية ظهرها ورفضت الإستجابة لمطالبهم ،لكن موقف الحكومة ومكوناتها الحزبية لم يكن وحيدا بل كان موقفها مشتركا مع مختلف الأحزاب السياسية الأخرى ،إقصاء مغاربة العالم من المشاركة في الإنتخابات المقبلة سيترتب عنه لا محالة انعكاسات خطيرة على العلاقة التي تربط مغاربة العالم بالمغرب ،الجيل الثالث والرابع سيعزف مستقبلا عن زيارة المغرب ،ومن كان يناضل من أجل المشاركة السياسية ويكد ويعمل من أجل تحويلات مستمرة ودعم الإقتصاد الوطني ،سيغير موقفه من الإستثمار في بلده،والذين كانوا في الواجهة باستمرار للدفاع عن قضايا بلدهم في بلدان الإقامة وبحس وطني عَل وبشهادة الحكومة ،سيوقفون كل أشكال النضال والدعم وتلك حقيقة وجدنا أنفسنا فيها لأننا رجعنا محبطين من بلدنا وفقدنا ثقتنا في الحكومة وفي كل المسؤولين.