الزلزال الذي ضرب إيطاليا خلف أضرارا بليغة في الأرواح والبنيات التحتية، عمارات حطمت وسويت أرضا، لم تبق طرقا يسلكها الناس ولا مدارس آمنة يعمرها الأطفال، كارثة إنسانية بكل المقاييس. إيطاليا دولة من أعمدة الإتحاد، تعيش ظروفا خاصة تتطلب دعما ومساندة، مآوي يقودها شباب مسلم يتطوع لتقديم ما يلزم للمتضررين، يوجه نداءات عاجلة شرقا وغربة لنجدة المستضعفين الذين فقدوا كل شيء، ويهب أصحاب الهمم، المتشبثين بالقيم، لنصرة ودعم ومساندة من هم بحاجة لدعم، لا يفرقون بين أحد منهم، هم قالوا سمعنا وجئنا وللجميع مساندين.
زلزال إيطاليا نقمة على قوم، لكنه في نفس الوقت تحذير لنا من خالق يدعونا للرشد والثبات.
زلزال إيطاليا عقاب إلاهي، لكن الزلزال الذي حدث في المغرب أخطر بكثير لأنه مَس الدين والقيم، زلزال في القمة بينما زلزال إيطاليا أرضي، خلف ضحايا، بينما زلزال المغرب سيجعل المئات تفقد الثقة فيمن كان بالأمس القدوة في محاربة الفساد والرذيلة، فيمن ينطبق عليهم قول الله تعالى "يقولولون مالا يفعلون"، ويؤتون الرذيلة ولا يستترون، ويدافع عنهم قادتهم، بدون وجه حق لا يستحيون من خالق ولا من تعاليم دين واضحة.
قضي الأمر الذي كُنتُم فيه تستفتيان، حادثة الزنى وقعت بحضور البينة والشهود، والمتربصين، في مرحلة عسيرة، وفي نزال قريب لم يبق يفصلنا عنه إلا شهرا ونصف.
أتباع الحركة الذين انتشوا بفوز غير بعيد وبسطوا نفوذهم في كل الجهات، كانوا يمنون النفس بفوز عظيم يوم العاشر، لكن حادثة البحر بين حورية خرجت غير بعيد من حزن عظيم لفقدان رفيق درب خلف ستة، تركت خلفها التركة وضربت عرض الحائط الدعوة وخرجت لتستعيد شبابها ونشوتها ولو على حساب القيم، التقت بأباحماد صاحب السبعة وزوجة غافلة لكنها متسامحة في يوم موعود، فكانت سببا في زلزال في العقيدة، زلزال سياسي سيخلف ضحايا، وسيفقد العديد ثقته في الفقيه الملتحي، والداعية الذي كان بالأمس يتقدم الصفوف الأمامية للصلاة بالناس.