نعم لقد غزت صور الطفل السوري عمران من حلب جميع مواقع التواصل الاجتماعي.. (الفيس بوك والتويثر..) بالخصوص لتعم كل الصفحات تعليقات غاضبة ومنددة، التي لم تستطع فك شفرة صمت هذا الطفل البريء.. حيث اكتفى بنظرات ثاقبة لا يعلم إلا الله بمغزاها وبفحواها، وكأن حال لسانه يقول حسب نظرنا المتواضع.. أيها العالم أنا أقدم لكم هذه الصورة، الدم فيها ممزوج بتراب حلب السورية، شبيهة بصور قدمت هي الأخرى دماء ممزوجة بتراب فلسطين المحتلة، تراب العراق وأفغانستان، تراب ليبيا إلى تراب البوسنة والهرسك، واليمن.. فما أنت فاعل أيها العالم؟؟. هل تكفيك أيها العالم أن تتاجر المواقع الافتراضية وتستهلك الكلام في قضية صورة؟ هل يكفيك أن تتداولها قنوات فضائية لحساب هذا ضد ذاك؟ هل يكفيك أيها العالم تناول الصورة في برامج حوارية لا تخلو من السياسة بمفهومها الأعمى؟.. إنها أسئلة مشروعة لا تنتظر منك الجواب..! بحيث وباليقين القاطع، عجزت أيها العالم عن كسر صمت براءة الأطفال التي تناقلتها عدسات المصورين من بؤر التوتر، إن كانت من تحت أنقاد غزة، حلب، أو بغداد... وغيرهم من مدن كونك. صور عمران دنقيش ذي الـ6 سنوات الذي انتشل من تحت الأنقاض بعد قصف منزله الأربعاء 16 غشت، صدمتك أيها العالم، ورغم ذاكرتك المثقوبة، فقد أعادتها لك لتتذكر صورة الطفل إيلان الكردي ذي الـ3 سنوات الذي قضى نحبه غرقا في سواحل تركيا بتاريخ 02 شتنبر من سنة 2015 هربا من ويلات الحرب الدائرة في سوريا مهد الشام، لكن هل للقنوات اللاعبة في المياه العكرة، الشجاعة الكافية بأن تذكرك بصور أطفال غزة وأطفال بيروت، وأطفال الفلوجة، وأطفال قندهار، والله أعلم صور من غدا؟؟؟، التي ستتحول إلى صورة رمز.. تجسد معاناة من المعاناة... الحكمة ليست في قراءة الصورة، فلكل قراءته وتأويله وتحويله الواقع إلى الخيال والعكس كذلك.. لكن الحكمة أن تجمع قواك أيها العالم المريض، وتوظفها في نزع فتيل الحروب الدائرة في جل أركانك إلا من رحم ربي، الحكمة أن تعجل في تثبيت السلم والسلام عبر ما سميته أنت أيها العالم بمنظمة الأمم المتحدة، وبمنظمات حقوق الإنسان، حيث خلقتها أنت من أجلك كي تكون مطية لنزواتك في تأجيج الأوضاع من سوء إلى أسوء، وإلى زرع الفتنة والحروب يكون فيها أول المتضررين هؤلاء الأطفال.. وتكتفي بنشر صورهم وتجعلها مطية للاتجار والدعاية الرخيصة... !!!.