موسم الولي الصالح سيدي عبد العزيز بن يفو، ستنطلق فعالياته مساء اليوم الخميس 18 غشت 2016، تحت إشراف عامل إقليم سيدي بنور وبدعم وتنظيم من الجماعة القروية إثنين الغربية التي جعلت من النسيج الجمعوي شريكا أساسيا في إنجاح هذه النسخة من الموسم، حيث تم اختيار شعار "جميعا من أجل الحفاظ والإهتمام بالموروث الثقافي الشعبي، هويتنا تراثنا" في أفق ترجمته على أرض واقع إثنين الغربية التي كانت تعد من أكبر حواضر مملكة بورغواطة. نسخة هذه السنة لموسم سيدي عبد العزيز بن يفو عرفت تطورا مهما على مستوى التنظيمي والأمني والاجتماعي والثقافي والديني، حيث أن الجماعة استطاعت بإمكانياتها الذاتية أن تجعل من فضاء الموسم لوحة هندسية فنية مكتملة الأبعاد لضمان فرجة تراثية لعشاق الخيل والبارود (الفروسية عنوان المجد، بوابة التاريخ والجغرافيا، لغة التواصل مع الأجيال) "نعتمد على إمكانياتنا الذاتية بالجماعة بعد أن تراجع دور نخب الأعيان في إقامة الموسم، وبعد أن تراجعت قيم التضامن الإجتماعي التي كان المغاربة يتشبعون بها كركيزة أساسية في لم شمل القبيلة" يقول رئيس الجماعة الترابية إثنين الغربية.
وفي هذا السياق أكد لـ "أنفاس بريس" رئيس جماعة الغربية العلام بوشعيب بردان أنه من المنتظر أن تستقطب هذه النسخة الآلاف من الزائرين من مختلف مناطق المغرب، فضلا عن الزوار الدائمين من جماعات الغربية / أولاد سبيطة / الوليدية/ الزمامرة / لغنادرة / لعكاكشة / مول البركي / حد حرارة / سيدي بنور، وعلى مستوى فن التبوريدة فستشارك فيها 25 سربة بمعدل 11 فارس وجواد في كل مجموعة (275 فارس وجواد) تمثل مناطق دكالة وعبدة وقلعة السراغنة، هذا وقد تم برمجة عدة فقرات دينية من أمداح نبوية وترتيل للقرأن بضريح بن يفو طيلة أيام 18/19/20/21 غشت، بالإضافة كذلك إلى إرضاء الذوق الفني الشعبي لجمهور الموسم من خلال برمجة سهرات موسيقية شعبية يومي الجمعة والسبت (19 و 20 غشت).
بغايت نشوفو، سيدي عبد العزيز بن يفو، وبركتو تجود علينا
الولي الصالح سيدي عبد العزيز بن يفو عاش في القرن التاسع الهجري / 15 ميلادي، قادته رحلته إلى الصحراء المغربية قادما من شمال البلاد، انطلاقا من الساقية الحمراء إلى درعة فمراكش ثم عبدة وأخيرا دكالة، حيث زاويته وضريحه الذي ارتبط بقدسية المكان حيث يختلط التاريخ في تفسيرها بالأسطورة، و تختلط المناقب بالخوارق، و الواقع بالخيال و لظاهر بالباطن، حسب كتاب الباحث الأستاذ إبراهيم كريدية "كشف بعض الحقائق والخوارق والأساطير التي تتصل بسيرة وتاريخ الولي سيدي عبد العزيز بن يفو"، وحيث أن موسم الولي بن يفو يعرف إقبالا كبيرا للزوار ويتحدث عنه القاصي والداني وعن كراماته وخوارقه وتمكن المنتسبين لشجرة أسلافه من الشرفاء من "إخراج الجن" وإبعاد المس الجنوني من مرضاه، وشفاء بعض الأمراض الباطنية، فقد استمعت "أنفاس بريس" لشهادات كثيرة حول وقائع وقصص غريبة نحكي منها واحدة لأنها وقائعها تؤرخها معلمة المسجد الكبير الذي بنته سيدة من الإمارات العربية، هذه المرأة التي عانت كثيرا من مرض ابنها المعاق بسبب مس جنوني والتي قادها قدرها نحو أحد شرفاء سيدي عبد العزيز بن يفو القاطن بمدينة سلا مستنجدة ببركته وبركة أجداده، فكان ما كان بعد تقديم الوصفة العلاجية المناسبة في الزمان والمكان، فرح هذه السيدة الوافدة من الخليج العربي بشفاء ابنها جعلها تقدم عروضا متنوعة لذات الشريف المنتسب لشجرة بن يفو لكنه اكتفى بطلب تشييد مسجد كبير بالقرب من ضريح الولي الصالح سيدي عبد العزيز بن يفو وهذا ما حصل فعلا، لكن تلك السيدة تعهدت كذلك بإيفاد عشرة شرفاء من المنطقة لأداء مناسك الحج كل سنة وما زال الإلتزام حاصل. وحسب بعض المصادر فإن اسم "يفو" يعني شرحا الجميل، ومؤنثه "يافا" وهي الجميلة، (يافا مدينة فلسطينية).
فعلا فقد تمتع الشيخ الولي الصالح بن يفو بنوع من القداسة على شخصيته من خلال ما يتمتع به ضريحه من اهتمام وحديث وتناقل الأخبار والقصص والروايات الشفاهية، حيث يختلط التاريخ في تفسيرها بالأسطورة، على اعتبار أن الرجل عرف برحلته التي قادته من الصحراء المغربية إلى شمال البلاد، انطلاقا من الساقية الحمراء إلى درعة فمراكش ثم عبدة و أخيرا مستقره الأخير بدكالة.
بن يفو يدعو المسئولين إلى تأهيل المنطقة والاهتمام ببنيتها التحتية
حسب أبناء المنطقة وشرفائها المنتسبين لبن يفو فإن ضريحه يعرف حركة دؤوبة لا تتوقف، يتوافد عليه الزوار من كل أنحاء المغرب ومن بعض الدول المغاربية والعربية وقدرت ذات المصادر عدد الزوار سابقا بأزيد من ثلاثين الف زائر، وتمكن صيت الولي الصالح بن يفو ان يشيع في أنحاء المعمور ليجلب الزوار بقصد التبرك والشفاء من بعض الأمراض خاصة المصابين بمس جنوني، يخلق موسم سيدي عبد العزيز بن يفو كل سنة رواجا وحركة اقتصادية واجتماعية وإنسانية، حيث يعد من بين المحطات الأساسية في حياة الدكاليين بالغربية ومحيطها ومجالها الجغرافي، بل أن ملتقى بن يفو يعتبر من أكبر المواسم بإقليم سيدي بنور وثاني موسم بعد مولاي عبد الله أمغار، من حيث مساهمته في ترويج المنتوجات الحرفية والصناعة التقليدية بالمنطقة (الفخار / العسل / النسيج / المنتوجات الفلاحية والزراعية / ...) فضلا عن تحريك عجلة مداخيل أكرية البيوت والمحلات بالنسبة للساكنة، دون الحديث عن لعبه دورا مهما في إحياء روابط التواصل الاجتماعي والعائلي يقول أحد أبناء المنطقة الذي أكد على "تعزيزه للأمن والاستقرار الروحي، ومتنفس تنتظره القبيلة بشغف كبير" لكن هناك أشياء لا يقبلها المنطق بخصوص تأهيل المنطقة والاعتناء ببنيتها التحتية وإمكاناتها البشرية، وتعزيز وتقوية شرايين طرقاتها المفتوحة على الطريق السيار الرابط بين الجديدة وأسفي ومدخل شاطئ الوليدية السياحية، فالحيرة تنتاب كل وافد على الموسم وهو يقود سيارته في المقطع الطرقي الرابط بين طريق الوليدية وسيدي عبد العزيز بن يفو (04 كلم) بحيث أنها لا تصلح حتى للعربات المجرورة نظرا لتآكلها وتهالكها وكثرة الحفر التي تؤثثها، مما فرض على "أنفاس بريس" استفسار مجموعة من الفعاليات بالمنطقة حول واقع حال هذه الطريق المتردية وأكدوا أن مسئولية إصلاحا تتحملها وزارة الرباح " لقد ساهمت جماعة الغربية في تمويل إصلاحها بشراكة مع الجماعة السلالية و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لكن التلكؤ والمماطلة هما سيدا الموقف، ويتحمل مسئولية ذلك وزارة التجهيز التي كان من المفروض عليها التسريع بإطلاق أشغالها ".