العقيدة الأشعرية والمذهب الأشعري أية علاقة، بين أبي النعيم واحنانة؟

العقيدة الأشعرية والمذهب الأشعري أية علاقة، بين أبي النعيم واحنانة؟

تشاء انشغالات الوعي بمسألة التأصيل، على نهج إضفاء المشروعية الدينية، لتغلغل الوهابية عندنا في المغرب، وبمعادلة التدافع في هذا الباب، أن تمر ثلاثة أيام على طرحنا في "أنفاس بريس" لسؤال: "لماذا تركت الدولة ابن أبي زيد القيرواني مطية للتوظيف الوهابي؟"، ليطالعنا بعدها الوهابي أبو النعيم بمقال: "السلفية وأصحاب الحديث.."، على صفحته بالفايسبوك.

وقد سبق أن وقفنا في هذا المقال على تكييفه لندوة المجلس العلمي الأعلى، في السنة الماضية، حول السلفية. وتساءلنا: هل ينتقد أبو النعيم الوزير التوفيق، أم يدافع عنه؟.

ونحن إذ نذكر بهذا الجانب، من السياق الإيديولوجي المفترض لمقال أبي النعيم، فلأننا سنقف فيه، على عينة من مستويات التأصيل للوهابية.

أبو النعيم وهو يعتبر باستدلالاته على مطلوبه، أن عقيدة الأشعري ،هي"عقيدة المحدثين".

ويضيف: "والمذهب الأشعري قد عرف تطورات هائلة، يشهد بذلك أئمة المذهب الأشعري. وألفت كتبا تحمل عنوان تطور المذهب الأشعري، قدم لبعضها وزير الأوقاف، فيقوم الكذابون والأفاكون معلنين إنكار التطور في المذهب الأشعري، وأنه لا زال على نبعه الأصيل، منذ  زمن أبي الحسن الأشعري".

ويرصد أبو النعيم التحولات بعد الأشعري، من خلال ذكر مجموعة من أعلام الأشعرية، بقوله: "ساروا بمذهب الأشاعرة مذهبا كلاميا اعتزاليا مبتدعا، لا علاقة لهم بالسنة والجماعة، ولا بالحديث والأثر".

وتجدر الإشارة إلى أن حديث أبي النعيم عن الكتب التي تحمل عنوان تطور المذهب الأشعري، والتي قدم لبعضها وزير الأوقاف، يحيل على كتاب الباحث يوسف احنانة: "تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي"، والذي نشرته وزارة الأوقاف سنة 2003.

وللاشارة أيضا، حتى تستبين معادلة التدافع الإديولوجي في البلاد، أن الباحث احنانة، قد كتب طيلة رمضان السنة الماضية، على صفحات "الأحداث المغربية": "المغرب السني: صمود في وجه الأعاصير"، خصص منها 14 حلقة لردود المغاربة على الوهابية.

فهل سينتصر هذا الباحث، للدفاع عن أطروحته، أم سيستسلم لمسلسل: كم حاجة قضيناها بتركها؟

في كل الأحوال، وإلى أن تتضح طبيعة الخيارات، ستبقى أطروحة أبي النعيم على هذا النحو: المذهب الأشعري، ليس هو العقيدة الأشعرية، تمثل إحدى رافعات التأصيل / البعث الوهابي في المغرب!.