بعد كل هذا الثمن الباهظ غير المسبوق في تاريخ الامم والشعوب هل انتهى الارهاب في الجزائر ؟؟ الجواب طبعا لا .. ولأن الجواب لا فنحن امام احتمالين: -إما : ان السلطة فشلت في القضاء على الارهاب ، ولهذا تواصل الجماعات المسلحة قتل الابرياء واقامة الحواجز المزيفة والكمائن المفخخة و التفجيرات داخل وخارج المدن ، بل اكثر من ذلك الجماعات الارهابية وبعد ان كانت منحصرة في نطاق جغرافي معين انتقلت وامتدت الى نطاق جغرافي اخر .( ستتضح هذه النطاقات في الاحتمال الثاني ) .. وربما تتمدد الى مجالات جغرافية اخرى مستقبلا ، امام هذا الفشل من حقنا مساءلة الحكومة عن مسؤوليتها في هذا الفشل ،و كيف لها ان تبرر الاموال والاعتمادات التي تصرف في مجال سياسة مكافحة الارهاب دون تجقيق نتائج تذكر . - وإما : ان الارهاب والجماعات المسلحة مقدر لها ان تبقى وتستعمل كل مرة في اجندات خاصة بالسلطة لإغراض سياسوية بحتة ، كاستعمال فزاعة الارهاب فترة من الزمن في منطقة القبائل التي عرفت عدة احتجاجات و حراك شعبي معارض ، ثم انتقال الارهاب ليبدو بصورة اوضح خلال السنتين الاخيرتين في منطقة الجنوب و عمق الصحراء وللمصادفة كان توقيت تزايد وتيرة النشاط الارهابي في الصحراء متزامنا مع بروز حركات احتجاجية معارضة . كلا الاحتمالين يفضي الى قناعة واحدة هي بلوغ السلطة الحاكمة في الجزائر درجة التعايش مع الارهاب كحالة " يمكن استعمالها من عدة أوجه" ، فهو مبرر جيد وقوي لاستمرار توغل العسكر والمؤسسة الامنية على باقي مؤسسات الدولة ، كما انه يؤدي الغرض ايضا في تخويف سكان بعض المناطق من مغبة الانسياق وراء حركاتهم الاحتجاجية ذات الطابع السياسي خشية تحولها الى فوضى و زعزعة للاستقرار وفتح الباب امام الجماعات المتطرفة .