محمد اجغوغ: صراع "المصباح" و"الجرار" تجاوز المنافسة الحزبية إلى تبخيس الدولة
إن الصراع القائم بين حزب العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة بدأ يخرج من الأخلاق إلى اللاأخلاق، بمعنى أنه تعدى حدود المنافسة الحزبية إلى صراع يضر بالدولة. فالأصوات التي تتعالى من داخل أوساط "المصباح" المنادية بقطع رأس من لم يصوت على حزب بنكيران، أو الأصوات التي تجرم فعل كل من ينوي منح صوته لحزب الأصالة والمعاصرة لها دلالات ومعاني سياسية.
وفي اعتقادي، إن الرسالة التي يريد هؤلاء إرسالها تتجاوز حزب "الجرار" وتهدف إلى تهديد الدولة وابتزازها سياسيا وسلطويا، طالما أن الصراع بين هذين الحزبين وصل إلى مستوى لا يمكن القول عنه إلا استعراضا للقوة السياسية من كلا الطرفين. إذ يرى الإسلاميون قوتهم السياسية في مناضليهم والمتعاطفين معهم وكذا انصارهم في كل من الحركات الإسلامية المختبئة في الأحياء الشعبية والشارع المغربي. بينما يرى حزب الأصالة والمعاصرة قوته السياسة في طبيعة ولادته ومستشاريه الذين يعتبرونهم الكثير من المتتبعين للشأن السياسي المغربي أقرب من القرار السياسي.
إن شدة الصراع بين هاتين القوتين تجاوز بشكل كبير الحدود الانتخابية المعروفة والمتداولة. إذ أصبح الحزبين يمهدان لاصطدامات محتملة قد تمس بأمن الدولة وأمن المواطنين، وأصبحت الحرب مسألة انتصار أو انهزام، مما يعني عند المواليين أن جميع أشكال الهجوم والهجوم المضاد مشروعة ولو على حساب مصلحة المواطنين ومصلحة الدولة. والأيام المقبلة سوف تحمل الإجابات عن هذه الإشكالية القائمة بين هاتين القوتين السياسيين، كما أنها سوف تحمل بما لا يدع مجالا للشك اصطدامات قوية بين الموالين والأنصار.