الحلفاء التقليديون للقاعدة في الصحراء الكبرى ينضمون لتنظيم داعش في ليبيا

الحلفاء التقليديون للقاعدة في الصحراء الكبرى ينضمون لتنظيم داعش في ليبيا

إن الثابت لدى الحركات الإرهابية والجماعات المتطرفة هو زعزعة الإستقرار ونشر الرعب والخوف في الأوساط الاجتماعية، أما المتغير عندها فهو اختلاف أشكالها وألوانها. فحركة "القاعدة" في أفغانستان مثلا، كان همها الأول هو خلق خلايا تابعة لها في جميع أنحاء العالم. إذ كانت تختار المناطق المهمشة اقتصاديا واجتماعيا ملاذا لها في إنماء هذه الفروع. وهكذا تمكنت من إنشاء عدة حركات إرهابية موالية في الصحراء الكبرى خاصة fشمال مالي، مستغلة الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الميت عند الأهالي، فظهرت جماعة "أنصار الدين" وجماعة "أنصار الشريعة" وحركة "أبناء الصحراء للعدالة الإسلامية". وكلها حركات قدمت ولاءها وبيعاتها للقاعدة في شخص الرجل الذي صنعته الأجهزة الجزائرية "مختار بلمختار".

ولتقريب القارئ من هذه الحركات الإرهابية الجنينية التي أنشئت لخدمة الأجندات الكبرى للقاعدة، يمكن لنا أن نعرف حركة "أنصار الدين" كحركة يتزعمها "إياد أغ أغالي" وهو من طوارق أزواد. تتحرك هذه الحركة في أزواد عموما كما تقوم بهجمات في مختلف أماكن المنطقة، وغرضها إذعان الأهالي وإستسلامهم. لها فرع في إقليم ماسينا في حدود مالي وأزواد وزعيمها معروف بأنه عميل للاستخبارات الجزائرية، بايع زعيم هذه الحركة الظواهري، ويملك علاقات موثوقة مع تنظيم "داعش" في ليبيا. كما شوهد في مدينة بنغازي 2014 وهو يحارب إلى جانب "داعش" ضد الجيش الليبي.

تقوم هذه الحركة بتنفيذ عمليات إرهابية في أزواد وضد بعثة الأمم المتحدة، كما تورطت في عملية بركان الفرنسية. وإلى جانب هذه الحركة نجد حركة "التوحيد والجهاد" التي ظهرت إبان هجومها على مدينة غاوا الأزوادية سنة 2012. وقد شاركتها حليفتها في ذاك الهجوم الذي انتهى بطرد الحركة التي أعلنت الاستقلال من المدينة.

 تتحرك  هذه الحركة بين مدينة "غاوا" و"ماناكا" في جنوب أزواد، ونفذت معظم عملياتها ضد الحركة الوطنية لتحرير أزواد.

 إن غرضي من سردي لجميع هذه المعلومات هو تمكين المتتبع للحركات المتطرفة في العالم من فهم النقلة النوعية التي أقدمت عليها هاته الحركات من دعم تنظيم "القاعدة" سابقا إلى دعم تنظيم "داعش" في ليبيا حاليا. إذ لوحظ وبلا ما لا يدع شكا أن جميع هذه الحركات تقاتل إلى جانب تنظيم "داعش" في كل من بنغازي ودرنة وسرت. إذ تساهل هذه الحركات حركة مرور شباب أزواد المغرر بهم إلى جنوب ليبيا وتمكينهم من حمل السلاح والقتال إلى جانب تنظيم "داعش". ويبقى خطر هذه الحركات الإرهابية محتملا أن يصيب جميع دول شمال إفريقيا ودول جنوب الصحراء، خاصة أن المتتبعين لهذه الحركات أكدوا أنها تتقوى يوما على يوم، كما أكدوا أن أنصارها يتزايدون يوما بعد آخر، مستغلة بذلك الوضع الإجتماعي الصعب للشباب. ويظل السؤال المطروح هو كيف يمكن تطويق هذه الحركات وحصر أنشطتها الإرهابية قبل أن ينتقل خطرها إلى الدول السابقة الذكر.