رسالة جمعية "الصداقة" بليساسفة لفعاليات المجتمع المدني من أجل"تصفية الخواطر" على مائدة الإفطار

رسالة جمعية "الصداقة" بليساسفة لفعاليات المجتمع المدني من أجل"تصفية الخواطر" على مائدة الإفطار

شكل يوم أمس الخميس 10 رمضان منعطفا مفصليا، قد يكون له ما بعده على مستوى الاستراتيجية العامة لسير جمعيات المجتمع المدني بمنطقة ليساسفة في مدينة الدار البيضاء. أما الآلية، فلم سوى مبادرة الفطور "العائلي" الذي تبنته جمعية الصداقة للتنمية والرياضة على شرف شتى نظيراتها المشتغلة في المجال، لهدف الوقوف على صلات الترابط من أجل تمتينها، وأيضا تشخيص معرقلات التلاقح لاجتثاث جذورها.

وعلى هذا الأساس، كان لابد، وفق  رئيس الجمعية المنظمة رضوان جميلي، من التحسيس بضرورة لعب الجمعيات دور النموذج في العمل الجماعي قبل الخروج إلى الميدان، وإعطاء الدليل على أنها جسد واحد، قد تختلف أعضاؤه، إنما بأمل واحد في بلوغ الصالح العام. مضيفا بأنه ومن منطلق طبيعة العمل الجمعوي المنبعث أصلا من بذرة التكتل، يحز في النفس رؤية المجهودات وهي تتشتت، والكل يغني على ليلاه دون تنسيق أو تناغم. بل الأكثر من ذلك، يتأسف جميلي، تجد بعض المظاهر وكأنها توحي بتضارب الأهداف على نحو ثأري نحن في غنى عنه.

وفي جوابه عن سر اختيار مناسبة رمضان ولمة الفطور الجماعي، قال رئيس جمعية الصداقة للتنمية والرياضة فيما يقترب من الهزل الجدي "لا أحد منا بقدرته إنكار القيمة التعبدية والروحية لهذا الشهر الفضيل، لذلك ارتأينا أن يكون شاهدا على إصلاح الخواطر، وحتى يتحمل الكل مسؤولية التزامه بعيدا عن شماعة "الله ينعل الشيطان" المعلوم أنه مصفد الآن". كما أنه ومن المأثور في مجتمعنا مكانة العلاقات التي "كنشركو فيها الطعام" وعربونها كمقدمة للتفاؤل الذي لا رجعة فيه. يختم جميلي.

هذا، وعبر جميع من حضر على غرار الفاعلة الجمعوية لطيفة حريدة، والمسرحية بهيجة نزيحي، وجمعية الشعلة في شخص نعيمة عاشيب، ونزهة الدبار عن جمعية زهرة الفرج، فضلا عن فرقة الصداقة للمسرح وحليمة لبراهمي وسعاد لطفي. الكل أجمع على أهمية المبادرة والأثر البليغ الذي وقعته في نفوسهم، بدليل، كما قالت لطيفة حريدة، أنه وعلى الرغم من أن لا شيء ينوب على تعويض لحظة الإفطار بين أفراد الأسرة "إلا أننا لا نحس في هذه الأثناء كوننا بعيدين عن تلك الأجواء طالما أن الشعور العائلي ذاته يجمعنا". لتردف بهيجة نزيحي شاكرة الجمعية المبادرة بجميع هياكلها من الرئيس وإلى أصغر منخرط ومنخرطة، لما بذلته من جهد في سبيل تحقيق هذا اللقاء، مشيرة إلى أن الفكرة تكون أحيانا أصعب من تنفيذها، خاصة حين تتعارك النوايا في صمت، وتفتقد لمن يدلها على مخرج التنفيس عن مكبوتاتها.

ومن جهتها، وصفت نعيمة عاشيب، عن جمعية الشعلة فرع ليساسفة، المناسبة بالإفطار المثمر، على اعتبار أنه كان "حج وحاجة" وقاد إلى اتخاذ العديد من التوجهات المشتركة بين الجمعيات "ومنها إشراف جمعيتنا وجمعية الصداقة وكذا جمعية زهرة الفرج على أمسية قرآنية خلال النصف الثاني من هذا الشهر". ولو أن الأهم في حد ذاته، تؤكد، يبقى هو وضع القطار على السكة الصحيحة لمسار الآتي من الخطوات، سواء في رمضان أو باقي أشهر السنة لأن المنطقة في حاجة ماسة إلى تضافر الجهود "وكثير ما يُنتظر منا سواء للطفل أو المرأة أو الشباب أو الشيوخ".

ويذكر بأن هذا الفطور الجماعي الذي احتضنته دار الشباب ليساسفة، شهد قبل إعلان أذان المغرب مساهمات لبراعم جمعوية موهوبة بفن الإنشاد. الأمر الذي أضفى شذرات روحانية على الجمع، وهو يطبق الصمت أمام تسيد روعة الأداء.