في خضم الجدل الرائج حاليا بخصوص امتحانات الباكالوريا، وما يشوبها من حالات غش داخل الدولة الجزائرية. اعتبر مجموعة من "الفايسبوكيين" من المفيد استغلال المناسبة للتدقيق في المستوى الدراسي لكل من تحملو مسؤولية قيادة هذا البلد من رؤساء. خاصة وأن كل المعطيات تفيد بأن الذي يجمع بينهم كمشترك هو عدم حصول أي منهم على شهادة نهاية المرحلة الثانوية.
ولنبدأ بأحمد بنبلا، تقول إحدى الشابات، المتوفر فقط على شهادة الثانية ابتدائي في المادتين العربية والفرنسية، ومن غير أي دبلوم آخر. مضيفة بأن الأمر نفسه ينطبق على خليفته إبراهيم بوخروبة الملقب بهواري بومدين، والذي تفتقر سيرته الذاتية لأي إشارة تؤكد تخطيه عتبة الجامعة.
أما الشادلي بنجديد، يخبر مبحر ثان، فيقتصر تكوينه التعليمي على ما دون المستوى الثانوي، مثله في ذلك مثل علي كافي، الرئيس الخامس للجزائر منذ الاستقلال، كما علق آخر. وأيضا محمد بوضياف المغتال. هذا في الحين الذي نشر متقاعد قائلا: "لم نسمع قط من اليمين زروال يوما حديثه عن تحصيله العلمي، وإن كان الثابت الذي لاشك فيه عدم حصوله على شهادة الباكالوريا".
وبالنسبة للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، يقول البعض، بأنه كان أيضا وفيا لذلك الخيط الرابط بين سالفيه، ولم يتمكن بدوره من بلوغ الشهادة "العقدة" بمدينة وجدة حيث كانت والدته تسير حماما شعبيا. بل أخفق حتى في اجتياز مباراة للتوظيف عن سن 18 عاما، والمآل عينه ترصده بالنسبة لمباراة ولوج سلك الشرطة، وكذا مباراة إدماج سعاة البريد بمكتب العاصمة الشرقية. ومع ذلك، لم يمنعه ضعف المستوى من تقلد منصب وزير قبل اعتلاء كرسي الرئاسة فيما بعد.
هو إذن القدر الذي ألقى بمصير شعب بين أيدي أشخاص لم يتم انتخاب أي منهم ديمقراطيا منذ سنة 1962. بحسب رواد الفضاء الأزرق دائما، كما لا يجيد أي منهم التحدث باللغة الإنجليزية، اللهم إذا استثنينا محمد بوضياف الذي استطاع تأليف كتاب. أما غيره فلا قدرة لهم حتى على مجرد صياغة الخطابات التي كانو يلقونها.
في المقابل، لم يفت مشاركين، الإشارة إلى أن التاريخ يسجل للقادة الثوريين أمثال عبان رمضان، وحسين آيت أحمد، وفرحات عباس، قصب الاستثناء بحصولهم على شهادة الباكالوريا، وامتلاكهم بحق مؤهلات الكفاءة لحمل صفة رئيس دولة.