نعود لموضوعنالنؤكد على أن القوى التقدمية لم ترافق ذوي حقوق الشهداء وقدماء المعتقلين السياسيين ، في الوقت الذي تستعملهم أوراقا لضخ نفس من حسن السيرة والمجد التاريخي ، لأغراض انتخابوية صرفة . فأين هو الدور الذي كانت تقوم به بعض الحرائر مثيلات مي فاما ، التي كانت تقطن جلبابها وتطوف بلوائح يتامى الشهداء عبر مؤسسات حرة في ملكية بعض الوطنيين والتقدميين ، وتعمل على تسجيلهم ، وأغلبهم يتوفق في الحصول على شواهد مدرسية وجامعية تؤهله للعمل والعيش بكرامة ، ومادام الأمر كذلك ، ومن أجل كسب هؤلاء المتخاذلون نوعا من التواب والغفران « الحقوقي » أدعوهم إلى إدماج وضعية الأرامل ويتامى الشهداء أو أحفادهم وحفيداتهم في مخططاتهم الإنسانية ، إن كانوا فعلا يملكون بعدا اجتماعيا في مقارباتهم التنموية أو هوياتهم الحزبية ، على الأقل بالنسبة لهؤلاء وتنك الضحايا القابعين في تخوم الأطلس وعمق سوس وأغوار الريف وهضاب الأقاليم الجنوبية . صحيح ، نسبيا ، أن الأمر يقتضي فتح أجل جديد ولأن هذا من اختصاص أعلى سلطة في البلاد ، لأنها هي المعنية باتمام مسلسل الإنصاف والمصالحة ، فإن التعبئة لا يمكن أن تكون شأنا حقوقيا ، وانما شأنا مجمعيا أي سياسيا ، وما على الفاعلين السياسيين إلا أن يتنافسوا على مواقع صناعة القرار السياسي والتشريعي والمساهمة في بلورة السياسات الأمنية ، من أجل نيل شرف رد الاعتبار للمرأة المغربية التي ظلت سندا لزوجها وأبنائها ورفاقهم في المعتقلات والمنافي ، سواء في عهد الحماية أو وما بعده .