سناء لطيفي: تطبيق شرع اليد هو مدخل لحرب العصابات

سناء لطيفي: تطبيق شرع اليد هو مدخل لحرب العصابات

في هذا التصريح الذي استقاه موقع "أنفاس بريس"، من سناء لطيفي، الناشطة الحقوقية بأكادير، تتحدث عن مخاطر التساهل مع من يسعون عن قصد أو بدون قصد للمس بالاستقرار والأمن الذي تعرفه بلادنا، من حيث لجوئهم لما يسمى "شرع اليد"، فيما يلي تصريحها:

"مجمل الأحداث التي عرفتها بلادنا مؤخرا حول قيام أشخاص بتطبيق ما يعتبرونه "قانونا" في حق آخرين، في نظري، لا يتعلق بالقصاص، بقدر ما هو فوران المجتمع.. طاقات كبيرة لا تمتص ولا توجه بالشكل السليم لتخدم المجتمع، وكذلك هناك الحقد الاجتماعي لدى فئة معينة من الذين يقومون بهذا الأمر، يختارون ضحايا ووقائع معينة.. وغالبا ما يكون هؤلاء الضحايا يمثلون طرفا ضعيفا في المجتمع، لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، بغض النظر عن الفعل المرتكب ومدى خطورته ومدى تأثيره على المجتمع، كما أن بعض من يقومون بتطبيق شرع اليد في حق هؤلاء الضحايا من باب اللهو فيما يراه البعض قصاصا أو تطبيقا للدين من حيث تغيير المنكر باليد. وهؤلاء ليسوا في مرتبة واحدة، فمنهم المحرضون ومنهم الأتباع، والذين يجدون لذة في تعذيب هذا الشخص أو ذاك، خصوصا عندما يكون العدد كبيرا، تظاهرات مثلا أو في الشارع، وقد لا تكون خلفية من يقومون بهذا العمل على فكر واحد، بقدر ما يتم التجييش باستعمال الدين او قيم مجتمعية موجهة في المكان والزمان واختيار الضحايا. وهذه هي النقطة الأخطر، بحيث يتحول الأمر من رد فعل فردي على فعل فردي، إلى رد فعل جماعي منظم يكون أحيانا عن سبق إصرار وترصد، بل ومتكررا. كل هذا ناتج عن عدم الثقة في مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها القضاء الذي تبقى له حصريا سلطة إنزال العقاب على كل المخالفين للقانون، مادام أن القانون واضح في هذه المسألة من حيث تسليم المعني بالأمر للسلطات لاتخاذ المتعين، لأنه إذا ما ترك القصاص للشارع، فاعلم أننا سنصير في غابة، وستتكتل الجماعات وندخل بمتاهة حرب عصابات..

شرع اليد خلل اجتماعي أصابنا في غفلة منا، ويجب أن يتم استئصاله، لأنه يمس مرتكزا أساسيا من مرتكزات الاستقرار والأمن ويضرب في العمق دولة المؤسسات، وهو يشكل خطورة على النظام العام، فوحده القانون من يحدد جزاء الأفعال، ووحده القاضي هو الفيصل، ولن نحافظ على جو الاستقرار والأمن، إذا لم تردع هذه الفئة الخارجة عن طوع القانون، ليكونوا عبرة لمن يعتبر، وكل تسامح أو تساهل مع هذه الفئة، سنفتح على بلدنا من حيث لا ندري أبواب جهنم"..