جائزة دار السلام لفن التبوريدة : الفرسان يتطلعون لأفق رحب يضمن الحقوق والواجبات

جائزة دار السلام لفن التبوريدة : الفرسان يتطلعون لأفق رحب يضمن الحقوق والواجبات

تحت الرعاية للملك محمد السادس ستنطلق فعاليات الدورة 17 لجائزة الحسن الثاني لفن التبوريدة " الفروسية التقليدية " من 23 ماي إلى 29 ماي 2016 بدار السلام، كل السربات المؤهلة للنهائي متأهبة لتقديم أجود وأحسن العروض الفرجوية للجمهور المغربي العاشق لتراثه وموروثه الثقافي الشعبي بكل طقوسه وتقاليده وعاداته الضاربة بجذورها جغرافيا وتاريخيا، كل جهات المملكة تستعد لتلقي خبر فوز ممثليها من علامة الخيل و الفرسان وتتويجهم فوق منصة بارود الفرح ( فئة الكبار والشبان ) بعد إقصائيات محلية وإقليمية وجهوية وما بين الجهات والتي مازال الحديث عن بعض هفواتها التنظيمية والتحكيمية حديث الخاص والعام، لكن لا بد من الإشارة إلى أن الفروسية التقليدية وفنون التبوريدة تحتاج اليوم إلى وقفة تاريخية وقراءة متأنية من داخل حقل الفروسية التقليدية .

تهنئة من " أنفاس بريس " و " الوطن الآن ".

لأننا نتفاعل مع تراث الوطن بكل عشق ونتابع فن التبوريدة بالعديد من المناطق ونجالس رجالات الفروسية ونسائها العاشقات لجيادهم وأفراسهم، وندقق في تفاصيل هذا الموروث الثقافي الشعبي الذي يستقطب جماهير واسعة خلال المواسم والمهرجانات،فلا بد أن نتقدم بتهاني " أنفاس بريس " و " الوطن الآن " لكل سربات علامة الخيل من مختلف جهات المملكة ( فئة الكبار والشبان ) الذين حالفهم الحظ للوصول لنهائيات جائزة الحسن الثاني في دورتها 17 بدار السلام، لأننا نعلم قيمة التضحية و المجهود البدني و التراثي و الفكري والمادي والمعنوي الذي قدموه وفاء لتراث التبوريدة في أفق فرض وجودهم داخل محرك الخيل والبارود.

الدورة 17 يجب أن تكون دورة العلام المناسب فوق منصة التتويج المناسبة.

لن نختلف مع القائمين على شؤون تنظيم جائزة الحسن الثاني لفن التبوريدة على أن السربات المؤهلة للدورة 17 تتوفر فيها جميع شروط تمثيلية مجالاتها الجغرافية سواء التي دخلت لغمار هذه النهائيات مرات عديدة أو التي تشارك لأول مرة في هذه السانحة الوطنية، لكن لابد من الوقوف على بعض هفوات التحكيم وكواليسه إن لم نقل تجاوزاته في أحايين كثيرة إرضاء لأسماء مقربة أو تجاوبا مع منطق الزبونية ، وهناك العديد من الأمثلة التي يتحدث عنها المتخصصون في فنون الفروسية التقليدية، لذلك لا بد من اعتماد حكامة جيدة في تدبير هذه المنافسات الجميلة على مستوى التحكيم وضوابطه القانونية المعتمدة من طرف الجهات المنظمة ولو أنه لنا تحفظات على بعض الأمور المرتبطة بطقوس وحركات التبوريدة المعتمدة في النهائيات بعد الإجهاز على الكثير منها والتي تعتبر إرثا حضاريا وتاريخيا.

" اعطيني إعلاما تلفزيا مواكبا أعطيك تراثا تاريخيا " .

يتحمل الإعلام التلفزي مسئولية جسيمة في تحصين تراث الوطن وخصوصا على مستوى مواكبة فن التبوريدة وطقوسها وعاداتها وموروثها الشعبي، فلا يمكن أن نستسيغ هذا التملص من الواجب الإعلامي وعدم تخصيص برامج أسبوعية تحقيقات روبرطاجات ندوات لقاءات تغطي كل تراب الوطن والنبش في تاريخ الفروسية وثقافتها وخصوصية مجالاتها الجغرافية ( جميع الجهات والأقاليم )، وتقديم طبقها التراثي بمشاركة متخصصين في الميدان التاريخي والاستعانة بالوثائق التاريخية للتعريف بقيمة هذا الموروث الحضاري الذي يميز شعب المغرب عن باقي الشعوب ،  بل كيف يمكن أن نستسيغ عدم متابعة ونقل الإقصائيات التي مرت بين السربات في مختلف مناطق المغرب كما هو الحال مع رياضات أخرى مثل كرة القدم التي يخصص لها توقيت وبرامج تلتهم كل البرامج التثقيفية الجادة، رغم أنها لا تنتج سوى الشغب والعنف والكراهية خلاف ما تقدم الفروسية من تمثلات شعبية تستحضر بطولات وأمجاد فرساننا الأشاوس .

ملحاحية مطلب تأمين الخيل والفرسان وبنادقهم .

يعاني فرسان وفارسات فنون التبوريدة من عدة مشاكل وإكراهات تجعلهم (ن) يفكرون في الاعتزال من ممارسة ركوب الخيل والبارود خلال المواسم والمهرجانات الوطنية والجهوية والإقليمية والمحلية، ومن أهم هذه المشاكل التي يجب على الجهات الوصية أن تبدع فيها لتكرس عشق التراث المغربي هو مشكل تأمين حياة الفارس وحصانه وبندقيته، فكل الرياضات تتمتع بالتأمين حماية لمصالح وحقوق الممارسين باستثناء هذا الموروث الثقافي الشعبي الجميل والضاج بالمفاجآت غير السارة، فكيف يعقل أن نستسيغ إصابة فارس بحروق أو بتر عضو من جسمه أو لا قدر الله مماته، أو موت حصانه كما هو الحال مع العديد من الحالات التي عشناها وتابعنا مآسيها الاجتماعية والإنسانية وسط محرك الخيل والبارود، وكيف هو السبيل إلى إعانة ومساعدة كل من اصيب جراء مشاركته في محطة احتفالية، الجواب سهل وبسيط يتمثل في ضرورة تسريع عملية التعاقد مع شركات التأمين بطريقة تضمن الحقوق والواجبات وتثمن تراث التبوريدة حماية لممارسيه.

فن الفروسية يجمع المغاربة أكثر مما تفرقهم رياضات أخرى.

أينما وجدت الخيل وجد معها الخير، وأينما حلت التبوريدة حل الجمهور الواسع لمتابعة طقوسها الجميلة، لأن قراءة بسيطة في مكوناتها تعطيك انطباعا بأن كل الحرفيين والصناع ذكورا وإناثا تحلقوا حول تفاصيل مستلزماتها ومتطلباتها ليخلصوا إلى صناعة سروجها المزينة وينسجوا بأيادي الفنان المبدع، النجار والحداد، والخياط والنقاش ومصمم الخيوط والفتائل، وحضور مائز لمجتمعنا الزراعي الرعوي الذي يحافظ على هذا المنتوج التشاركي بتلقائية تراثية منقطعة النظير، كيف لا يجمع الفرسان ألآلاف المؤلفة من المواطنين تحت سقف التراث الشعبي وهم يتنفسون عبق التاريخ الممزوج بنقع الغبار  وسنبك الخيل التي تدك تربة أرضهم الطيبةدكا، والفرسان يطلقون لجام خيولهم السابحة والمغيرة في محرك الخير متحسسة لإيقاعاتها وطلقات البارود وزغاريد النساء.

أحمد فردوس على صهوة الأدهم.