محمد فهد الباش: المنتدى الخامس الدولي للشباب بوزان هو منبر للديبلوماسية الشبابية

محمد فهد الباش: المنتدى الخامس الدولي للشباب بوزان هو منبر للديبلوماسية الشبابية

تستعد مدينة وزان لاحتضان فعاليات النسخة الخامسة للملتقى الدولي للشباب من أجل التنمية المستدامة. وذلك في الفترة بين 27 و29 ماي الجاري  تت شعار "الشباب ، التطوع في أفق  كوب 22 " من تنظيم "منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة "، وبشراكة مع الوزارة المنتدبة المكلفة بالبيئة. "أنفاس بريس" في إطار مواكبتها للحدث اثصلت بالأستاذ محمد فهد الباش مدير الملتقى وأجرت معه الحوار التالي:

ماهي استعداداتكم لتنظيم المنتدى الخامس الدولي للشباب والذي يأتي في أفق مؤتمر مراكش حول المناخ  كوب 22؟ وهل يمكن اعتبار منتدى الشباب بمثابة مؤتمر تمهيدي صغير لمؤتمر مراكش تهيؤون من خلاله مقترحات من أجل مشاركة فعالة في كوب 22 ؟

تتميز الدورة الخامسة للملتقى الدولي للشباب من أجل التنمية المستدامة بالرعاية الملكية السامية التي حضي بها، هذا دعم قوي لمجهوداتنا التنظيمية حيث الاستعدادات متواصلة وفي مراحلها النهائية لاستقبال الوفود المشاركة التي تمثل القارات الخمس وجمعيات المجتمع المدني والمنظمات الدولية. كما أن أعضاء المنتدى وشراكاؤه راكموا خبرة كبيرة في تنظيم مثل هذه الملتقيات، وبالتالي يمكن القول بأن كل الاحتياطات التنظيمية تم استكمالها لإنجاح هذه الدورة، كما تأتي هذه الدورة والمغرب يستعد لاحتضان كوب 22، وهي مناسبة للشباب المغربي من أجل تقديم مقترحات ومشاريع لضمان مشاركة فعالة في قمة المناخ العالمية عبر ورشات موضوعاتية، والتي سيتم من خلالها تبادل المعارف والتجارب والخبرات بين المشاركين وكذلك تحضير شباب متطوع من أجل المشاركة الإيجابية في مؤتمر المناخ.

إذا كان سياق المنتدى الرابع يأتي في زمن ما أطلق عليه الربيع العربي والدستور الجديد 2011 وحركة 20 فبراير، فالسياق الحالي يعرف أحداثا على المستوى الوطني تتجلى بالخصوص في تنزيل الجهوية المتقدمة وفي نموذج التنمية بالأقاليم الجنوبية وتطورات القضية الوطنية. فكيف يمكن للشباب المغربي من داخل المنتدى ومن جميع الإنتماءات والأطياف أن يبلغ ويوصل "الميساجات" للشباب الدولي التي تعبر بموجبها أن الإندماج في الألفية الثالثة  والتنمية المستدامة هو التزام واندماج أيضا في تحديات وطنية؟

يعتبر احتضان مدينة وزان للملتقى الدولي الخامس للشباب بحضور 100 شاب وشابة من مختلف بلدان العالم في حد ذاته رسالة قوية على قدرة الشباب المغربي في التواصل وإقناع مشاركين ومنظمات من القارات الخمس للمساهمة والحضور إلى المغرب. وهو كذلك  مناسبة لخلق فضاء للنقاش والحوار بين المشاركين والمتدخلين، خصوصا بين الشباب المغربي وشباب العالم، وهي فرصة لتبادل الآراء حول مختلف القضايا الوطنية والتجارب الدولية. كما يشكل هذا الملتقى منبرا للدبلوماسية الشبابية حيث يمكن من خلاله للشباب المغربي تقديم التجارب المغربية الناجحة في مجال البيئة والتنمية المستدامة والانتقال الطاقي الذي يعرفه المغرب، وكذا الأوراش المفتوحة محليا جهويا وو طنيا التي تبين الانخراط الفعلي للمملكة المغربية ولشبابها في الدينامية التي يعرفها المحيط الدولي والتحديات التي يواجهها كوكبنا بفعل التدهور البيئي والاختيارات الاقتصادية المسببة للاحتباس الحراري.

في إعلان وزان عقب المنتدى الرابع 2011 تم التأكيد على أربع مطالب رئيسية تتعلق بفتح نقاش عمومي حول مفهوم "التطوع" واستثمار التجارب الرائدة في هذا الميدان، والمطالبة بإصدار قانون حول التطوع وخلق صندوق خاص لتمويل العمليات التي تدخل في إطار النشاط التطوعي. فماذا تم تحقيقه من هذه المطالب؟ وماهي الإكراهات التي واجهتموها؟

بعد نهاية الدورة الرابعة، وتفعيلا لتوصياتها انطلق نقاش عمومي حول التطوع من خلال تنظيم عدة لقاءات بمشاركة المنظمات الوطنية والدولية المعنية وهيئات المجتمع المدني. ولعل الانجازات الكبيرة المحققة والمنبثقة عن توصيات الدورة الرابعة، والتي شكلت أحد مخرجات الحوار الوطني حول المجتمع المدني وحضيت باهتمام ومتابعة المجتمع المدني المغربي هي التقنين التشريعي للتطوع وإخراج نص قانون ينظم التطوع، ولعل اقتناع السلطات المعنية بهذه الضرورة يشكل نجاحا لمجهودات مختلف الفاعلين. وفيما يتعلق بإحداث صندوق دعم الأنشطة التطوعية فمازال هذا المشروع متعثرا وتواجهه إكراهات كبيرة بحكم عدم وضوح الرؤية المؤطرة له و مصادر تمويله و كيفية عمله.