عادل السعيد يحذر الجهات المسؤولة من خطر الإستغلال الجائر لقطاع الأعشاب الطبية

عادل السعيد يحذر الجهات المسؤولة من خطر الإستغلال الجائر لقطاع الأعشاب الطبية

على هامش زيارة "أنفاس بريس" لقطب المنتجات المحلية بالملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب في دورته 11 التقت عادل السعيد، رئيس تعاونية الشرق ورئيس الهيئة الوطنية للعشابين بالمغرب، والذي أبدى استيائه الشديد من حالة التسيب والفوضى التي تعم قطاع الأعشاب الطبية والعطرية بالمغرب بظهور عدد من الجمعيات والتعاونيات والهيآت والتي لا تربطها أية صلة بالقطاع لا من قريب ولا من بعيد وهو الأمر الذي أحدث التباسا لدى المواطنين،

وأشار السعيد أن الكثير من العشابين في المغرب لا تربطهم أية صلة بقطاع الأعشاب الطبية والعطرية وليست لهم أدنى دراية فيما يتعلق بأنواع الأعشاب واستعمالاتها والجرعات المناسبة الأمر الذي يضع صحة المواطنين في كف عفريت، وأشار السعيد أنه حاول من جهته تنظيم القطاع وتقنينه من خلال إحداث الهيئة الوطنية للعشابين منذ حوالي 30 سنة، لكن للأسف – يضيف – هناك لوبيات ظلت ترفض تنظيم القطاع، موضحا أن مساعيهم من اجل تضليل المواطنين وتنصيبهم أنفسهم كرؤساء للهيئة الوطنية للعشابين بدلا عن المنتمين الحقيقيين للقطاع باءت بالفشل من خلال صدور حكم المحكمة الإبتدائية بوجدة في شهر يوليوز 2015 والذي اعتبر الجمع العام الذي عقدهم بعض الأشخاص باسم الهيئة الوطنية للعشابين غير قانوني وبالتالي إلغاء كل ما ترتب عنه وهو الحكم الذي أكدته محكمة الإستئناف بوجدة.

وحذر السعيد من وجود محاولات أخرى بمراكش للدعوة الى عقد مؤتمرات اعتبرها غير شرعية في تجاهل تام للمقرر القضائي في الموضوع مستغلين جهل الناس، وقال السعيد إن القطاع بحاجة ماسة الى مهنيين يمتلكون غيرة على القطاع.

وأشار السعيد أن الأعشاب الطبية والعطرية المغربية معروفة بجودتها في الأسواق الخارجية، حيث يتوفر المغرب على مايفوق 4600 عشبة معظمها مهدد بالإنقراض ولايتوفر إلا على 1500 عشبة متداولة بكثرة، بسبب الإستغلال المفرط والتخريب الذي تتعرض له، حيث يتم اقتلاع الأعشاب بجذورها مما تسبب في انقراض العديد منها مثل عشبة أزير، عشبة أوضمي، عشبة تيغش، الفوة..وأضاف السعيد " اذا أسندت الأمور الى غير أهلها فانتظر كل ماهو سيء " في إشارة واضحة الى عدم اضطلاع مسؤولي وزارة الصحة بالدور المنوط بهم من اجل تقنين القطاع داعيا الى فتح مشاورات في الموضوع مع المهنيين بالقطاع باعتبارهم القادرون على تحصين القطاع من بعض المتطفلين وحماية هذه الثروة المهددة بالإنقراض.

السعيد حذر أيضا المواطنين من بعض العشابين الذين يسوقون أعشاب يجهلون المكونات الفعالة فيها ومع ذلك يقدمونها للناس على شكل خلطات من الأعشاب في غياب أدنى مراقبة من طرف الجهات المختصة ليتمكنوا من مراكمة ثروات هائلة على حساب صحة المواطنين مقدما مثال إحدى السيدات التي توفيت مؤخرا ببركان نتيجة استهلاك عشبة الخرواع والتي اقتنتها من أحد العشابين بالمنطقة، موضحا بانه تمت المناداة عليه من طرف الوكيل العام من أجل استفساره عن مااذا كانت عشبة الخرواع سامة أم لا ؟ ليكون جواب عادل السعيد بأن عشبة الخرواع سامة وغير سامة في الآن ذاته : سامة في الصحراء تماما مثل الثعبان، وغير سامة لما توضع في الماء، مؤكدا أن معرفة معطيات من هذا القبيل تتطلب عشابين يتوفرون على خبرة وهو الأمر الذي يبقى مفقودا لدى الكثيرين الذين يحضرون وصفات تتضمن اعشاب سامة تقدم للناس تشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين، واقترح السعيد في نهاية لقائه مع " أنفاس بريس " إجراء مباراة من طرف وزارة الصحة من أجل فرز العشابين الحقيقيين من المتطفلين في أفق تقنين القطاع وحماية صحة المواطنين من الخطر المحدق الناتج عن الفوضى التي تعم القطاع.

يذكر أن تعاونية الشرق تتوفر على مزارع محروثة من الأعشاب الطبية بكل من وجدة وبركان تقدر مساحتها ب 42 هكتار، كما تتوفر على 1200 خلية نحل، كما تربطها شراكات مع عدد من الجامعات الوطنية والأجنبية بالنظر للخبرة التي راكمتها في مجال زراعة الأعشاب الطبية والتي تصل الى 40 عاما.