المصطفى الشكدالي:هذه هي دلالات الانتحار عن طريق حرق الذات
لاستقراء وجهة نظر السوسيولوجيا حول ظاهرة الانتحار عن طريق حرق الجسد بالنار بعد أن تصاعدت في الآونة الأخيرة، وثيرة عمليات حرق الإنسان لجسده في المغرب ( ذكورا وإناثا )؛ بشكل جعل المتتبع للظاهرة يستغرب " للاحتفالية " التي تواكب طقوس الحرق احتجاجا على مشاكل اجتماعية أو اقتصادية أو عائلية أو تنديدا بشطط في استعمال السلطة أو حيف وظلم وحكرة قد تطال المنتحر (ة) احتراقا بلهيب النار أمام المارة بالشارع العام ، لاستقرائها أتصل " أنفاس بريس " بالباحث السوسيولوجي الدكتور المصطفى الشكدالي فخصنا بالتصريح التالي :
أكد الباحث السوسيولوجي الدكتور المصطفى الشكدالي لـ " أنفاس بريس" أن "ظاهرة الانتحار عن طريق الحرق أصبحت بادية للعيان وتستدعي المسائلة السيكولوجية. واعتبر ذات الباحث من وجهة نظرهأنه "يعتقد أن الكشف عن السر وراء ذلك يكمن في الرمزية التي تعطيها ثقافتنا للنار، فهناك أكثر من دلالة في قراءة الانتحار عن طريق الحرق " قائلا " هذا النوع من الانتحار الذي صاحب الحركات الاحتجاجية الأخيرة في العالم العربي ، مند انتحار البوعزيزي كما سبقت الإشارة إلى ذلك، يتم بطريقة استعراضية و أمام الجميع بهدف نقل الشرارة من جسد المنتحر لجسد المجتمع برمته " واستطرد في حديثه لـ " أنفاس بريس " حيث قال "هنا لا بد من التوقف قليلا بخصوص رمزية النار حتى يمكن فهم الانتحار عن طريق الحرق ، فعلى مستوى الإدراك الاجتماعي للنار معنيين؛ المعنى الأول يأخذ بُعد الوعيد و العقاب الإلاهي أما المعنى الثاني فيأخذ بُعد التطهير والتداوي عن طريق الكي، كأن لسان حال المنتحر بالنار يقول " إنني أعاقب ذاتي بأقصى عقوبة و في نفس الوقت أطهرها من ألمها الذي يعتبر أكثر قسوة من ألم الحرق" واستدل الدكتور المصطفى الشكدالي معززا طرحه ب " و ما يعزز هذه الفكرة، أننا على المستوى الاجتماعي وخوفا على قدسية القرآن الكريم من التدنيس نقوم بحرقه.
وتوقف ذات الباحث السوسيولوجي عند مفهوم التطهير قائلا " فمن خلال هذا الاستعمال للنار ترسخت بطريقة لا شعورية فكرة التطهير حيث يمكن قراءة الانتحار بالنار على أساس رغبة ملحة لتطهير المقدس خوفا و احتجاجا ضد التدنيس " مؤكدا على " إن المنتحر بهذه الطريقة الاحتجاجية يريد بطريقة لاشعورية أن يظل حيا، بمعنى أنه يريد أن يظل حيا في أذهان الناس انطلاقا من اختياره لطريقة "استعراضية" لقتل ذاته. "