ماتت ""ماريس... الله يرحمها... كانت فعلا ظاهرة بنجدية بالبيضاء.. كل يوم تراها في السوق تأخذ بقايا الدجاج من عند الدجايجية... تملأ كيسا بالكاد يحمله جسدها النحيف... تتبعها جماعات من الكلاب المشردة... تطعمهم وتداعبهم ويمتثلون لها بقدرة خارقة.... لا يعصون أمرها ويتبعونها على طول شوارع: الحرية، مصطفى المعاني، ألزاس، 11 يناير، رحال المسكيني، لحسن ويدر، للاياقوت...
"ماريس" لا تكلم أحدا، لذلك فقد نسج الخيال قصصا وحكايات حول أصلها... لكن من الأرجح أنها ذات جنسية ألمانية... كانت تشتغل بإحدى شركات التأمين بالدار البيضاء.. بعد تقاعدها وهبت نفسها لرعاية الكلاب الضالة، واعتزلت الناس وأصبح هؤلاء أصدقاؤها ورفقاؤها... ربما لقيت فيهم النبل والوفاء الذي لم تجده في كثير من بني البشر... لذلك فمن المؤكد أن هؤلاء الكلاب ينبحون الآن ألما وحزنا لفراقها...