هذا ما تطالب به عائلات ضحايا أحداث العنف بالمركب الرياضي بالبيضاء

هذا ما تطالب به عائلات ضحايا أحداث العنف بالمركب الرياضي بالبيضاء

وجهت عائلات ضحايا أحداث العنف التي شهدها ملعب محمد الخامس مؤخرا، رسالة إلى وزير العدل والحريات المصطفى الرميد، يطالبونه فيها بفتح تحقيق شامل لتحديد المسؤوليات عن ما وقع من أحداث مؤلمة.. وفي ما يلي نص الرسالة:

"نحن آباء وأمهات وأولياء الأطفال والشباب ضحايا أحداث العنف التي شهدها ملعب محمد الخامس بالبيضاء يوم السبت 19 مارس 2016، وضحايا الاعتقالات العشوائية التي طالت أبنائنا بعد هذه الأحداث المؤسفة والمؤلمة .تم اعتقال أبنائنا ظلما بطريقة عشوائية وعمياء وهم جرحى ضحايا عنف لم يتمكنوا من الهروب منه، ولم يساعدهم أحد للإفلات من براثنه ساعة حدوثه. وتم اعتقالهم وهم مدرجون في دمائهم أو من المن المستشفيات وآخرون من الشارع، بعد أن انتهت الأحداث.

أبناؤنا ذهبوا للاستمتاع بمقابلة في كرة القدم، ففقد اثنان منهم أرواحهم لتفقدهم أسرهم، وآخرون دخلوا في متاهات الإصابات والسجون. لقد مس بعدد من أبنائنا، وجرح عدد آخر، واعتقل الكثير ظلما وعشوائيا.

أبناؤنا لم يجدوا مخارج لمغادرة الملعب بعد انطلاق الأحداث، فغامروا بالقفز من أماكن خطيرة للابتعاد عن ساحة العنف في غياب أي مخارج آمنة لهم، فتعرضوا للضرب والجرح من أطراف الصراع العنيف وبسبب محاولاتهم للهروب.

أبناؤنا وجدوا أنفسهم محاصرين بسبب أعمال العنف ولا إمكانية لهم لإنقاذ أنفسهم غير المغامرة بحياتهم، تحت أعين مسئولي الفريق، ومسئولي المركب الرياضي ورجال الأمن، الذين لم يتوجهوا لهم لإنقاذهم أو فتح أبواب ومخارج الهروب أمامهم، وكانوا ينتظرون نهاية الشغب لاعتقال الضحايا عوض الفاعلين.

صور الفيديوهات التي توثق للأحداث، تظهر جليا كيف كان العشرات من أبنائنا محاصرين وهم واقفون لا يحركون ساكنا، أو يقفزون من الأعالي للإفلات من الصراع، دون ان يتدخل احد لفتح ممر لنجاة العالقين بين المتصارعين.

السيد الوزير،

نطالب سيادتكم العمل على فتح تحقيق نزيه وشامل لتحديد المسؤوليات كاملة، عن هذه الفاجعة التي خلفت وفاة شابين من أبنائنا الأبرياء، وجرح العشرات واعتقال الضحايا وتقديم العشرات منهم وتقديمهم للمحاكمة ظلما أكباش فداء. ومساءلة كل على حدة لتحديد المسئوليات: مجلس المدينة كمالك للمركب، الشركة التي تتولى أشغال الإصلاح، مسئولي الجهة المنظمة للمباراة، مسئولي الأمن، الجامعة الملكية لكرة القدم، ليتم معرفة ما جرى وتحديد المسئوليات ومنع تكراره.

أبناؤنا ضحايا أعمال عنف، ضحايا عدم تدخل المسئولين عن الملعب، المسئولين عن التظاهرة، المسئولين عن الأمن، لإنقاذهم في الوقت المناسب، بينما هم عالقون بين المتصارعين دون أي إمكانية للإفلات من بؤرة العنف.

إن محاكمة أبنائنا، الضحايا الأبرياء المزدوجين للعنف من جهة وللاعتقالات العشوائية من جهة أخرى، عار على جبين الذين تخلفوا عن قيامهم بالواجب وتقديم أبنائنا أكباش فداء للقضاء وللرأي العام عوض الفاعلين الحقيقيين .

السيد الوزير،

نناشدكم التدخل لوضع حد لهذه المجزرة الحقوقية التي ذهب ضحيتها أبناؤنا ولا يزالون: ضحايا أبرياء يحرمون من حريتهم، من دراستهم، من وظائفهم، من حياتهم... وبفتح تحقيق شامل لتحديد كل المسؤوليات، كل المسؤوليات عن ما وقع، مع ما يترتب عنها من جزاءات وإجراءات للمستقبل حتى لا يتكرر هذا مع أبنائنا وكل أبناء المغرب أينما كانوا".

(عن عائلات الضحايا الأبرياء لأحداث الشغب والعنف بالمركب الرياضي والاعتقالات العشوائية:

محمد العبادي، محمد اسوادة، ﮬﻼﻞ العيدية، احمد دريفة، المختار دزا)