أكتب هذه السطور، وأنا أغالب دموعي، فقد عرفت ألم أن تكون رفقة شقيقك الأصغر، وتعود للبيت دونه، هذا ما وقع لأحد الطفلين، كان رفقة شقيقه الأكبر بالملعب وعاد هذا الأخير دونه، بعد أن فاضت روح الأصغر بين المدرجات في وفاة حولها أكثر من سؤال، وتبعتها روح المشجع الآخر، فيما يصارع مشجعين آخرين من أجل البقاء ضمن الأحياء بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء.. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ولكم أن تتصوروا لوعة الفراق والحزن والأسى لدى أولياء أمور المتوفين والمصابين.. سكت أشرف وعز الدين، عن البوح بما عاشاه ليلة السبت الأسود في ملعب محمد الخامس، وراحا ضحية عنف أعمى، لايقل عن عنف الإرهاب، لكنه إرهاب من نوع آخر، إرهاب باسم الروح الرياضية تسبب في إزهاق أرواح بشرية.. ظهر هذا اليوم، تم دفن ثاني ضحية بمقبرة الغفران بالدار البيضاء، فبعد عز الدين، عصر أمس الأحد، ووري جثمان أشرف ظهر اليوم، ليظل قبريهما، شاهدا على عشق للون الأخضر مسجى بالدم..