"أبى المخربون مرة أخرى إلا أن يعكروا صفو هذه الأجواء الجميلة، ويصرون على تحويل مقابلة رياضية إلى مأتم وإلى ساحة للقتل والتخريب والمآسي والأحزان"، هكذا تحدث الزميل محمد الروحلي، الصحافي الرياضي بجريدة "بيان اليوم"، عن الأحداث المأساوية على خلفية تخليد الذكرى 67 لتأسيس نادي الرجاء البيضاوي.
وأضاف الزميل الروحلي، في تصريح توصل موقع "أنفاس بريس" بنسخة منه، "الغريب أن هذه الأحداث المؤسفة التي خلفت قتيلين وعددا من الجرحى وتخريب الممتلكات الخاصة والعمة، ومست بشكل سافر بالأمن العام، اندلعت بين فصيلين ينتميان معا لجمهور وعشاق نفس الفريق، أي بين فصيلي "الأخضر الفاتح والأخضر الغامق"، ويا له من عشق وتشجيع وحب وانتماء يؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات.. إنه تهور وحب أعمى، يعيد إلى الأذهان ما عرفه ملعب بورسعيد بمصر الذي شهد أحداثا خطيرة أدت إلى قتلى وجرحى وفوضى لازالت المحاكم المصرية تنظر في تبعاتها حتى الآن.."
وكشف الروحلي، أن أحداث مركب محمد الخامس الأخيرة "لم تكن مرة أخرى عفوية، بل كان معد لها من قبل، وما السيوف والسكاكين ومختلف الآلات الحادة والشهب الاصطناعية المحظورة، سوى دليل على أن الأمور كان معدا لها من قبل، بنية القتل والاعتداء والتخريب، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الطريقة التي أدخلت بها هذه الوسائل الممنوعة إلى الملعب، والحال أن القوانين والتدابير الجديدة المتخذة لمكافحة الشغب الرياضي تسمح لرجال الأمن والمكلفين بالتنظيم بالقيام بعمليات تفتيش بيقظة وحزم، فأين كان هؤلاء لحظة ولوج الجماهير للملعب؟...
أسئلة ينبغي الوقوف عليها بجدية وصرامة لإيجاد الأجوبة الشافية للوصول للحقيقة كاملة، خصوصا أن الأمر يطرح من زاوية استمرار حالة العجز، رغم كل الإجراءات، عن وضع حد لهذه السلوكات الوحشية، معالجة تقود إلى إنهاء كل هذا التسيب واللاقانون المرافق للمباريات الرياضية".
وحول تكرار مثل هذه الأحداث المأساوية في الملاعب الرياضية ومحيطها، قال الزميل الروحلي: "من قبل، كان الاعتقاد السائد هو أن الأحداث معزولة وتظهر بين الفينة والأخرى، إلا أن تواليها وبكثير من الحدة أصبح يدق ناقوس الخطر، وبات من الضروري مواجهة كل هذا العنف المنظم، بكثير من الزجر والحزم واتخاذ أقصى العقوبات بلا هوادة.
فكل المعطيات والدلائل والتحريات، مرة أخرى، تظهر، بما لا يدع مجالا للشك، أن الأحداث ليست عفوية، وليست سلوكا فرديا ولا انفلاتات متفرقة، وليست تصرفات معزولة، بقدر ما هي عمل إجرامي مدبر له من قبل، ومعدا له من طرف مجموعة أشخاص يجمعهم غرض واحد، وهو التخطيط والانتقام بغرض الإساءة والتخريب وحتى نية القتل مع سبق الإصرار والترصد"..
ليختم الزميل الروحلي تصريحه بالتأكيد على أن "المنحى الخطير الذي دخله العنف والشغب المرافق للأحداث الرياضية، ينذر بكارثة حقيقية، مما يقتضي اتخاذ مخطط أكثر استعجالية لمواجهة تنامي كل هذا الإجرام المنظم، والذي يصل بالفعل إلى حدود العمل الإرهابي المنظم، فالأمر خطير، وبالتالي لا بد من مواجهته بأقصى العقوبات في حق المتسببين، سواء كانوا أفرادا أم جماعات"...