تحقق المرأة المغربية بالمهجر خاصة بأوروبا العديد من النجاحات في العديد من الميادين سواء السياسية او الاجتماعية او في المجال الاقتصادية والثقافي. في فرنسا لوحدها تتحمل ثلاثة نساء من أصول مغربية المسؤولية الوزارة بالحكومة الاشتراكية لفرنسوا هولند: نجاة فالو بلقاسم وزيرة لتربية الوطنية،مريم الخمري وزيرة لشغل واودري ازولاي وزيرة لثقافة. وقبلهما تحملت رشيدة الذاتي مسؤولية وزيرة العدل في حكومة نيكولا ساركوزي.وهي اعلى مسؤولية بالجمهورية الفرنسية تمنح لأحد أبناء المهاجرين من اصل مغربي ومغاربي على الاطلاق.
طبعا هذه النماذج هي استثنائية ورمزية، هذا الاستثناء في تشرف المرأة المغربية وقع لأول مرة في تاريخ الجمهورية الفرنسية، حيث توجد بالحكومة الفرنسية ثلاثة نساء من أصل مغربي. ورمزية، لان هذا التتويج يرمز مئات الالاف من النساء بالهجرة اللواتي يقمن بجهد استثنائي يوميا من اجل النجاح وإعطاء اسرهم مكانة لائقة ومتميزة، وعلى جميع المستويات، من عاملة نظافة الى وزيرة وهو ما يعطي صورة جد إيجابية للمرأة المغربية بالمجتمع الفرنسي. في الأسبوع الماضي تم تتويج احد الأفلام الفرنسية والذي يحكي معركة امرأة من اصل مغربي، في وضعية اجتماعية بسيطة وكافحت من اجل تدريس فتياتها وإعطائهم وضعية اجتماعية أحسن من وضعيتها، الفلم عكس هذه المعركة اليومية من اجل النجاح.وهو نموذج لكفاح المغربيات بفرنسا من اجل التألق والعيش الكريم.
ومثل فاطمة هناك مئات الالاف من النساء ا بالهجرة يعملن بكد وجد من اجل نجاح اسرهم رغم صعوبة ظروف العيش بالهجرة، واستحالة الحصول على عمل بشكل مستمر.هذا النجاح الذي تحققه النساء المغربيات بفرنسا لا يخفي بالطبع الصعوبات التي يعاني منها عدد كبير من النساء وظروفهن الصعبة وما يتعرضن له أحيانا من استغلال وظلم، يؤدي أحيانا، الى تشتيت العديد من الاسر والي عيشها في ظروف اجتماعية جد هشة. وهناك نساء اخريات نجحن بشكل فردي في مسارهن التربوي أو المهني أو بدعم من الأب، من الأخ او من الزوج. مسار عدد كبير من النساء بالهجرة لم يكن دائما مفروشا بالورد.
هذا النجاح لا يتوقف على فرنسا بل يشمل كل البلدان الاوربية التي تتواجد بها جالية مغربية مهمة سواء بلجيكا حيث توجد العدد من النساء السياسيات الناجحات مثل السناتورة فتيحة السعيدي والوزيرة انيسة تمسماني.
وهولندا توجد بها حالات مثل خديجة أعريب التي تتحمل مسؤولية البرلمان الهولندي،بالإضافة الى العديد من النساء سواء بايطاليا او اسبانيا. لكن هذا النجاح السياسي ليس استثناءا بل هو الاخر يعكس نجاحا اخر للعديد من النساء على مستوى الدراسي والمهني او في مجال المقاولة.
العمل الجمعوي هو الاخر يضم طاقات كبيرة نذكر الزوهرة دراس كسياسية وفاعلة جمعوية نشطة بمدينة اميان تم توشيحها بوسام للجمهورية بحضور نجاة فالو بلقاسم وهي احد فتيات منطقة اميان قبل ان تستقر بمدينة ليون.
من الوجوه الجمعوية أيضا نذكر صورية مقيث وهي األمانية من أصل مغربي تم توشيحها من طرف الرئيس الألماني يوواخيم غاوك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة بمدينة برلين رفقة العديد من النساء الالمانيات اللواتي تألقن في مختلف المجالات، واعتبرت صورية موقيت ان توشيحها هو تكريم لكل مغاربة المانيا ولنساء الهجرة على الخصوص.وهذا التوشيح هو رمزي أيضا عندما نرى الصورة السيئة التي تركها عدد قليل من المهاجرين السريين بمناسبة احتفالات رأس السنة والتي سهلت عمل المحافظين واليمين المتطرف المعادي للهجرة وخلفت صورة سلبية عن الهجرة وسط الرأي العام الألماني الذي يعتبر الأكثر تسامحا بأوربا في هذا المجال.
طبعا هذا العديد القليل جدا الذي ذكرناها من النساء النجاحات لا يعني نسيان العدد الكبير من النساء اللواتي نجحن في مختلف المجالات، واللواتي لا يسع هذا الحيز الصغير للحديث عنهن، واللواتي نجحن في مختلف المجالات سواء الجامعية، او الطبية او في مجا ل السياسة او المقاولات او في توفير ظروف كريمة لأسرهن بكل بساطة وأحيانا في غياب الرجل.
ورغم كل هذا النجاح، فان الطريق مازالت طويلة وشاقة، والعديد من احكام القيمة والتقاليد البالية التي مازالت تحول من تألق عدد كبير من النساء،بل ان هناك حرب حول صورة هؤلاء النساء بمختلف الأقطار العربية، ويتم تهويل لبعض الظواهر الاجتماعية التي تمس كل المجتمعات من اجل النيل منهن والإساءة الى صورتهن.ولا ننسى ان تألق ونجاح كل هؤلاء المغربيات هو تألق لكل المغاربة ويعطي صورة إيجابية عن بلدهم الأصلي المغرب بفضل كل هؤلاء النساء الرائعات.ومزيدا من التألق لنساء المغرب هنا وهناك.