سيرفع سيدتي كالعادة إعلامنا شعار المساواة ككل 8 مارس وتخرج علينا نفس الوجوه لتهلل ولتزيد بعدها في تهميشك وفي الضحك والتحايل على ذكائك وفي اقتراف استغلال ملفاتك. كيف نحتفل وبناتنا لا تزال على الهامش تستغل ابشع استغلال، وهن قاصرات، في البيوت عوض ان نوجد لهن مقعدا في القسم ولآبائهن موردا يضمن لهن الكرامة ؟؟ كيف نحتفل وسواعد المرأة تستغل في الحقول والمعامل في ظروف مزرية، بدون تصريح ولا تأمين ولا تحديد لساعات العمل وبدراهيم معدودات في سوق سوداء بتواطوء مع بعض مفتشيات الرقابة!؟ كيف نحتفل والفقر والجهل والأمية ضاربة أطنابها في صفوف نسائنا في الهوامش، في البادية والدشر والجبال ولا تصلها حتى أبسط الخدمات !!؟؟
كيف نحتفل وكل يوم تطالعنا الجرائد عن زوجات معنفات مدججات في الدماء لم تستطع تشريعاتنا حمايتهن !؟ كيف نحتفل والعوز يرمي بجزء من نسائنا إلى مغامرة الهجرة، الى احضان الدعارة والتسول والاستغلال بكل أنواعه !؟ هل وفرنا للمواطنين والمواطنات حقهم الدستوري في الشغل، في الكرامة، في التطبيب وفي الولوج الخدمات ؟ كفى من صناعة مؤسسات إستشارية صورية كهيئة المناصفة ! كفى من ثقافة الواجهة ! المناصفة ممارسة لا تحتاج الى قانون ولا إلى هيئة، كفى من إصدار قوانين نفرغها من جوهرها وإذا ما صدرت في الجريدة الرسمية لا تنفذ!! كفى من الإلهاء ومن العبث !!
لنستمر في تلميع الصورة وفي التأثيت بك كل الواجهات. ثبا لخطابات جوفاء لا تخدم غير حاملها ولنقاشات تحت أضواء الاعلام ونساؤنا، حتى العجوزات والشابات منهن، يعشن في البوادي والجبال تحت وطأة الظلام والهشاشة لا تجد حتى الطريق إلى الماء وإلى مركز الاستشفاء لتضع مولودا يترصده الهدر واليأس في ظل بعد أو غياب المدرسة في دواره ومستقبله خارج اهتمامات المركز والسياسات العمومية ومشاريع التنمية التي تخاطب المنتظم الدولي وتغفل خدمة المواطن.
عفوا سيدتي المواطنة الإهتمام بك مؤجل لأن سياسيونا مشغولون بالتراشق وبالمعارك الدنكيشوتية بين مكونات الاغلبية والأغلبية و المعارضة، على حساب القضايا العادلة عوض تغيير حياة المواطنين والمواطنات إلى الأفضل!؟ اين العدالة الاجتماعية للجميع، لنبحث عن المساواة، لتمكين الناس من الوصول إلى الموارد ولاعتناق حب الوطن،
اتركوا هداياكم، فنزيف آلام المرأة لونها قاني أكثر من لون الوردة الذابلة التي تقدمونها لنا. فالمساواة ليست احتفالا بقدر ماهي ثقافة، وسلوك يومي وقرار سياسي لا يود تعطيل طاقات نصف المجتمع.