"شكرا لكم في الجمعية المناضلة (الشعلة) على اهتمامكم الثقافي النبيل بالقصة وكتابها وقرائها، وعلى حفاوتكم وحسن استقبالكم وتنظيمكم وتسييركم الحكيم والسلس للدورة السابعة للقصة.. القصة تتصل من خلالكم بالمواطنين وبالمجتمع وبالوطن، وأنتم، من خلال القصة، تتصلون شبابا ومناضلين بالعقل المغربي وبالخيال المغربي وبالحداثة المغربية.. تحياتي لرئيس الشعلة وللمكتب الوطني وفرع مراكش ومكتبه الجهوي، وتمنياتي القلبية لشعلتنا العزيزة باطراد التقدم والنجاح ".. كانت هذه شهادة القاص الهرم السي أحمد بوزفور في حق جمعية الشعلة للتربية والثقافة التي نظمت أيام 04 و05 و06 مارس الجاري الدورة السابعة لملتقى القصة القصيرة في موضوع "أسئلة القصة القصيرة الراهنة".
الشاعر عبد الرفيع الجواهري، رئيس الجلسة الافتتاحية، كان متألقا كعادته ينتقي الكلمات الشاعرية ليضخ في محرك الفعل الثقافي ليستكشف مسار 27 سنة من العطاء والتضحية في سبيل أن تلهب شعلة الأجناس الأدبية قصتنا المغربية التي أسست لها جمعية الشعلة ملتقى بمراكش كخطوة جنينية مسبوقة تحسب لها على صعيد العالم العربي. وفسح الشاعر منصة القراءة والخطابة التي تناوب على صهوتها بالكلمة النافذة والجميلة نقاد ومبدعو القصة المغربية الكبار وقدموا شهادتهم في حق أيقونة الفكر المغربي الراحل مصطفى المسناوي حيث أكدوا على "إن نصوصه تدفع إلى التأمل والتفكير"، وأجمعوا على أن إبداعات المسناوي غنية بمضمونها "في قصصه عرفنا شوارعنا ورأينا وجوهنا وقرأنا في مقالاته الصحافية إيقاع مجتمعنا وسخرنا معه من غرورنا". وبرهنوا على أن مبدع ركن يا أمة ضحكت "اجتمع فيه ما تفرق في غيره".
القاص أحمد بوزفور (يمينا) يحيي الشاعر عبد الرفيع الجواهري
الدورة السابعة للقصة ربيبة الشفاهي والحكي، والتي أقيمت في حضن سبعة رجال بمدينة الحلقة والمحكي الشفاهي والتراث الإنساني، كانت لحظة وفاء لأهرامات الإبداع في جنس السرد القصصي واحتفاء بالقاصين الرائعين بابا إدريس الخوري والعريس أبو يوسف طه المتوجين بدرع القصة القصيرة المغربية، وأيضا وفاء برسالة الشعلة وأسئلتها الفكرية والأدبية التي تحسن الإصغاء لمختلف التحولات والدفاع عن مكتسبات الطفولة والشباب وتمثيل الهوية والقيم الديمقراطية والاختلاف، لحظة تتبع فيها المتلقي نبضات قلب الشعلة الخافق بالسؤال الفكري والاجتماعي والشعبي مما يجعل من الشعلة مرجعا أساسيا لملتقياتها.
الطبق الإبداعي الذي تناوب على تقديمه نقدا وحكيا خيرة المبدعين المتتبعين للحركة القصصية بالمغرب أمتع الحضور النوعي للدورة السابعة المائزة، وسافر بالمتلقي بين عوالم تقنيات الكتابة القصصية وشروطها وخلق نقاشا قيما أبان من خلاله المتخصصون على علو كعبهم في مجال أجمل الأجناس الأدبية حول مائدة الإبداع التي تحلق حولها 10 نقاد و18 قاصا وقصاصة وكان المنتوج والحصيلة الفكرية جد مهم من خلال عصارة يوم التقييم التي أجمعت على ضرورة اعتماد الدورة تنظيميا كل سنتين وانفتاحها على بلدان المغرب العربي والحسم في موضوع دورة 2018 "القصة والحداثة" وتنظيم ندوة فكرية في محور "الادب والفن ...الوحدة والتنوع".
ثلاثة أيام ربطت بين متعة الأدب والفن والسياحة الفكرية لاستقراء منابع التراث المحكي والشفاهي الذي تزخر به مدينة سبعة رجال، كما وصفها ضيف الملتقى القاص الجزائري عبد الرزاق بوكبة، وغاص في أعماقها واستنطق معالمها العمرانية وفضاءاتها السياحية ثلة من سفراء الإبداع في أفق أن تكتمل قصة الشعلة بين دروب عشق الوطن الزاخرة بالمشاهد والصور الواقعية التي تمنح للمبدع فرصة الكتابة ومتعة التلقي .