قبل الشروع في تحليل لموقف المغرب بتعليق تواصله ومحادثاته مع الاتحاد الأوروبي،وجب فحص للعلاقات ما بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
إن أمريكا أخذت تغير سياستها الخارجية ولاسيما مع الاتحاد الأوروبي لأن بروز الحلف الجديد BRICSمكون من البرازيل ،روسيا،الهند، الصين و إفريقيا الجنوبية قد قلب موازن القوة الأمريكية في العالم.
فالولاية المتحدة قد اقترحت على الاتحاد الأوروبي خلق فضاء اقتصادي جديد للتجارة والاستثمارات وإبرام معاهدة جديدة قد تقلص من عدد البلدان الأوروبية الحالية من 27 إلي 15 تقريبا مع إنشاء منطقة أوروبية ثانية حيث قد يدخل المغرب فيها كشريك أساسي.
في نظري قد يكون المغرب مرغم على التأني حتى وضوح للمواقف المقبلة.
أما علاقة المغرب مع الاتحاد الأوروبي،حاليا، فالمغرب بتعليقه التواصل مع الاتحاد الأوروبي إما أنه يعلم أن المحكمة الأوربية ستطعن مجددا في قرار المجلس الأوروبي وتؤكد قرارها بمنع الاتفاقية الفلاحية مع المغرب، و إما يريد الضغط على الاتحاد الأوروبي لكي تقبل المحكمة الأوروبية الرجوع عن قرارها بالمنع.
اعتقد أننا سنشهد تغييرا جذريا في علاقة المغرب بالاتحاد الأوروبي على ضوء ما ذكرته.