نجح الإضراب العام نجاحا مشرفا وعاليا، وهو نجاح يصب في صالح القوى اليسارية والديمقراطية والتقدمية وهو فوق هذا خطوة أولى في درب عودة التقاليد النضالية التي تم الدوس عليها:
- لقد طغت النزعة الفردانية وسط المجتمع بشكل مخيف.
- وانتشرت في المجتمع مظاهر الرجعية والنكوصية ، وحتى التوجهات اليمينية وليس الليبرالية وانطلاقا من الفردانية ركبت موجة الرجعية والنكوصية.
- السباق المحموم من طرف التعبير السياسي للرجعية كي يتجاوز الاتجاهات اليمينية في الدفاع عن سياسة المؤسسات الدولية وعن الإيديولوجيا المخزنية في الدولة.
كل هذه العناصر وغيرها تجعل من الإضراب عنصر قوة من أجل التقدم إلى الإمام في النضال من أجل هزم السياسة الاقتصادية المملاة ومن أجل ديمقراطية حقيقية ومن أجل إسقاط الفساد الاقتصادي والسياسي.
إن إصلاح وتقويم العمل النقابي شأن داخلي يهم المنخرطون في النقابات، وهو موضوع لا يمكن بتاتا أن يكون موضوعا موازيا لمعركة من معارك الدفاع عن مطالب العمال.
الإضراب العام ليس شيئا يمكن الاستهانة به، ولا يمكن إلا أن نؤيد القيادات النقابية التي قررته وطبقته بغض النظر عن أننا من مؤيديها أو من محبيها أو من معارضيها. وهذا يتطلب أن نفرق بين التخندق في صف معركة مثل هذه وهو تخندق ضروري التواجد فيه وبين وجهات النظر وقناعات وغيرها حول النقابة وحول قيادتها، بحيث يمكن التأكيد هنا على لازمة معروفة في مثل هذا الظرف : " لا صوت يعلو على صوت المعركة".
فقط نرجو أن ترتب القيادات النقابية النتائج التي يجب أن ترتبها على نجاح الإضراب، وبدء عودة التقاليد النضالية عند الطبقة العاملة وعموم الشغيلة رغم التخويف بالاقتطاع الغير الدستوري والغير القانوني.