أطفال يسألون الممثل المنياري في معرض الكتاب : "علاش كاتمثل غير أدوار الشر" !!؟..

أطفال يسألون الممثل المنياري في معرض الكتاب : "علاش كاتمثل غير أدوار الشر" !!؟..

خلال مشاركته اليوم 16 فبراير 2016، في ورشة لتشجيع الأطفال على حب مطالعة الكتب، بفضاء الطفل بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء النسخة 22، وجد الممثل والمخرج المسرحي "عبد الرحيم المنياري" نفسه أمام سؤال عفوي جاء على لسان الأطفال، الذين أعطى لهم الكلمة منشط الورشة، فرددوا سؤال : لماذا تمثل فقط أدوار الشر؟.

جواب الممثل "المنياري" لم يخلو من دعابة وتبسيط لكي يحقق التواصل مع "رجال الغد"، ينسجم وخصوصية نفسية الأطفال حيث تعامل معهم بطريقة عفوية، وشرح لهم الفرق بين التمثيل والحياة الخاصة للفنان، وكان كلما سمع السؤال يضحك ويؤكد للأطفال أن الأمر لا يغدو كونه تمثيل خيالي لأدوار شخصيات شريرة، مبرزا لهم أنه لو كان يقوم بتلك الأفعال في الواقع ما حضر معهم لتلك الورشة، و ردَّ "المنياري" على طفلة أعادت السؤال لثالث مرة وبإلحاح : "كون كنت أبنتي كاندير داكشي بصاح كون راني في السجن"، وشارك "المنياري" مع الأطفال بعض المواقف التي تعرض لها بسبب تشخيصه لأدوار الشر خصوصا في "سلسلة مداولة"، إذ أخبرهم أن ابنته كانت تبكي حين تشاهده يشخص دور مجرم في هذه السلسلة، قبل أن تعي أن الأمر يدخل في إطار مهنته كفنان يشخص دور شرير أو أي دور أخر يُعرض عليه ويتماشى مع اختياراته على مستوى التمثيل. وفي تعارض مع سؤال أدوار الشر، تدخلت طفلة صغيرة وسألت "المنياري" عن لقطة تعرض فيها لطعنة بسكين في أحداث عمل تلفزيوني شارك فيه سابقا، واستغل "المنياري" الفرصة لكي يؤكد للأطفال أن هذا الدور مخالف لأدوار الشر ودليل على أن اللقطات التي يشاهدونها في التلفزة ضمن سلسلة مداولة، ليست حقيقية وأنها طريقة فنية لتقديم مثل هذه الحكايات المؤلمة من طرف الممثلين، مُبرزا لهم أنه شخص في اللقطة دور ضحية تمت إصابته بسكين من طرف مجرم، وشرح للطفلة أن تلك اللقطة هي مجرد تمثيل وأن الدماء التي شاهدتها عبارة عن سائل أحمر لإيهام المتفرج بالحادث الذي قدمته اللقطة، وأضاف المنياري أن الهدف من تشخيصه لأدوار الشر هو إعطاء العبرة للمشاهدين بخصوص خطورة الأعمال الإجرامية والمآسي التي تنتج عنها وما تخلفه من مشاكل اجتماعية بعد دخول المجرم للسجن ليلقى العقاب، مؤكدا أن كل مكونات المجتمع ترفض الجريمة وتتعاون على محاربتها وتوعية الصغار والكبار بنتائجها السلبية على المجرم وضحاياه لكي يعم الأمن والأمان بين الناس ولا يسببون الأذى والمعاناة لبعضهم البعض.

وبدا "المنياري" منسجما مع الأطفال بشكل جيد خلال هذه الورشة، حيث سرد لهم حكاية خيالية تتناسب مع سنهم موضوعها "الحظ السيئ" ولخص الفائدة منها في ضرورة التفاؤل والعمل الجاد للوصول إلى تحقيق الأهداف، كما أوصى الأطفال بضرورة الإنصات لنصائح الآباء والأمهات والأساتذة والاجتهاد في التحصيل العلمي لتحقيق النجاح، ولفت انتباههم لأهمية الكتاب باعتباره أحسن أنيس للإنسان.