تشهد كليات جامعة سيدي محمد بن عبد الله هذه الأيام على وقع مقاطعات و اضطرابات ، وصلت إلى حدود مقاطعة الامتحانات في ثلاث كليات "كلية العلوم ظهر المهراز ، كلية الآداب و العلوم الإنسانية سايس و الكلية المتعددة التخصصات تازة ". و تأتي هذه المقاطعة بعد المقاطعة المفتوحة للدراسة بهذه الكليات ، و أخرى متفرقة بباقي الكليات .
و تعود هذه الاضطرابات حسب أحد قياديي فصيل النهج الديمقراطي القاعدي إلى التجاهل و اللامبالاة التي قوبلت بها مطالب الطلبة من طرف عمداء الكليات ، و يضيف أن الإجابة الوحيدة التي تلقوها هي عدم الاختصاص ، و يتساءل الطالب القاعدي " إن لم يكن من اختصاصهم ، فأين تتجلى مسؤوليتهم ؟" . وقد حاولنا بدورنا الاتصال بأحد عمداء الكليات لكن دون جدوى.
وتبقى النقطة التي أفاضت الكأس كما يقول الطلبة ، هي القرارات السبع الصادرة عن مجلس رئاسة الجامعة في 8 يوليوز 2015 ، و أهم ما جاءت به هذه القرارات هي قرار الانتقال من الفصلين الثالث و الرابع إلى الفصلين الخامس و السادس يتم باستفاء الطالب ل 18 وحدة عكس ما كان معمول به أي 12 وحدة ، بالإضافة إلى قرار النقطة الموجبة للرسوب و الموازنة بين الدورات ، بالإضافة إلى مشاكل بالجملة يعيشها الطلبة كمشكل النقل جراء الزيادة الصاروخية في ثمن الانخراط و حرمان الطلبة الذين تجاوزوا 25 سنة من الاستفادة ، وغياب سكن جامعي يأوي الطلبة القادمين من روافد مدينة فاس و إقصاء أزيد من 350 طالبة من الاستفادة من السكن الجامعي ، ما دفع الطلبة و الطالبات إلى الدخول في خطوة تصعيدية تتمثل في المبيت الليلي من داخل كلية الآداب ظهر المهراز و الاعتصام بها لحين بناء حي جامعي .
كل هذه المشاكل و القرارات المنزلة من طرف رئاسة يعتبرها الطلاب مجحفة و شكل من أشكال الطرد الغير مباشر و خطوة متقدمة في مسلسل خوصصة التعليم .
في ظل هذه الأوضاع التي تنذر بموسم جامعي مغاير عن سابقيه ، بدأت بوادر سنة بيضاء تلوح في الأفق خاصة بعدما قرر الطلبة مقاطعة الدورة الثانية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم ، وهذا ما يضع جامعة سيدي محمد بن عبد الله تتجه في طريق مسدود.