مول البرتوش، مول البزازل، مولات القنانف، مول الشكلاط، مول الكراطة، مولات جوج فرانك، مول التفعفيع.. وزيد وزيد، هؤلاء ليسوا أبطال الجزء الثاني من فيلم «علي زاوا»، الذي يحكي الوجه الخفي لمدينة الدار البيضاء، وقصص بعض مشرديها، بل هي أسماء حقيقية لوزراء حكومتنا الموقرة برئاسة الشاف بنكيران، صاحب اللسان الطويل، فقد أصبح لايمر شهر بل وأحيانا أسبوع حتى يخرج لنا هذا الوزير أو تلك الوزيرة أو هما معا بقصة يتداولها الناس في مجالسهم، بل أصبحت مادة إعلامية في كبريات المؤسسات عبر العالم، حتى أصبح المطلب الشعبي، «بنكيران شد علينا وزراءك، راه شوهونا»، طبعا زلات لسان وزرائنا ليست بدعة عن باقي وزراء الحكومات السابقة أو حتى حتى حكومات باقي الدول منها المتقدمة، لكن هذا لايعني مجاراة الشعبوية و»تطياح النيفو»، فمهما يكن فالحكومة تحتل مكانة مهمة في الدستور، ورئيسها يمثل الرجل الثاني في الهرم الدستوري، مما ينبغي معه أخذ الحيطة والحذر، من أي أسلوب لغوي زنقوي.. وعوض أن نجاري الدول العظمى في ابتداع مفهوم «الديمقراطيون الجدد»، أصبحنا أمام «المهرجين الجدد»..
والخطير في الأمر، أن الوزراء والبرلمانيين بدل أن يحرصوا على تعبئة الشعب لمواجهة المخاطر التي تهدد المغرب (ملف الصحراء مثلا) أو لتعبئتهم لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية تراهم ينشغلون بنقاشات تافهة وساقطة.
عبد العظيم الكروج: عاشق الشوكلاطة
لم يكن عبد العظيم الكروج، الوزير المنتدب المكلف بالتكوين المهني في النسخة السابقة من حكومة بنكيران، تحت الضوء الإعلامي، وكان أنشطته ضمن تسيير قطاع التكوين المهني، تمر بشكل عادي، مادام أنه قبل استوزاره لم يكن شخصية معروفة، لكن صاحبنا الكروج، الذي لم يكن يحدث همسا ولا ركزا، سبب له لسانه الإعفاء من الحكومة في ماي 2015، ليس لأنه استخدم لسانه في إعطاء تصريحات منافية لصفته الحكومية، بل لأنه استعمل هذا العضو الحساس في تذوق أفخر أنواع الشكلاطة.
حيث أقر بأن عائلته اقتنت فعلا كميات الشكلاط المذكورة، محملا مسؤولية الخلط الذي وقع إلى السائق، «لأن المحل التجاري تعامل مع سائقي، ولم يميز بين طلب الوزارة والعائلة»، على حد تعبير الكروج.
وكشف الكروج أن «العائلة قامت في هذه المناسبة بطلب الشكلاط، وكان هناك خلط أحدث لبسا كبيرا عند المحل التجاري»، موضحا «أنه تم رفع هذا اللبس بعد ثلاث أسابيع من الطلب، وذلك عندما سئلت عما إذا كانت الوزارة قد طلبت الحلويات، لأجيب بالنفي قبل أن أتأكد من كون العائلة هي التي طلبت ذلك». الكروج عزا عدم رده المباشر على الاتهام الذي وجه له بالتأكيد على أنه «كان لابد من التريث حتى يكون الجواب بناء على أساس مضبوط، ووقتها لم أكن أتوفر على المعطيات الكافية»، يقول الوزير الذي أشار إلى أنه «كان هناك خطأ لأنني لم أعط أهمية للموضوع».
خطأ عائلي تسبب في إخراج الوزير الشكلاطي من الحكومة، متفرغا لأكل الشكلاطة «على خاطرو»، بعيدا عن أعين المتتبعين التي ترصد كل كبيرة وصغيرة في الشأن الحكومي.
الشوباني وبنخلدون: العشق الممنوع
تبقى قصة الحبيب الشوباني الوزير السابق المكلف بالعلاقة مع البرلمان والمجتمع المدني، مع زميلته في الحكومة سومية بنخلدون التي كانت مكلفة بالتعليم العالي، أبرز قصص الحب في تاريخ المغرب المعاصر، ليس لكونهما على حد أغنية «كان يامكان»، لعبد الوهاب الدكالي، عندما مات العاشق وبقيت العشيقة تزور قبره كل صباح يوم جمعة، وإنما لخلفية الوزيرين الحزبية، وانتمائهما لحزب العدالة والتنمية، وكذا لخلفيتهما الاجتماعية، ثم، وهذا هو الأهم أنهما متزوجين واعتبر عشقهما وزواجهما رسالة لتشجيع التعدد في الأزواج، فكلاهما مرتبط على سنة الله ورسوله، قبل أن يقررا معا الارتباط للمرة الثانية، بعد فك الاترتباط الأول، وقد حاول المعنيان بالأمر إخفاء علاقاتهما الغرامية، ونفس الشيء حاول رئيس الحكومة، لكن يبدو أن شعلة الحب، كانت متقدة، لم يستطع معها قلبا الوزيرين من التعبير الصريح فيما بعد عن هذه العلاقة، التي تعد الأولى من نوعها في تاريخ الحكومات المغربية، ليوضع حدا لكل الإشاعات، ويعلنا الارتباط تاركين وراءهم ملفات حكومية وازنة، بعد أن «طلبا إعفائهما»، في ماي 2015، والتفرغ للعشق الممنوع أو الحب الملعون، قصة حب سارت بها الركبان، وأصبحت حديث العام والخاص، عنونت بباب جاء في العلاقة بين شوشو وسوسو، وكيف أن هذه العلاقة كانت تسبب للمنضوين في حزب العدالة والتنمية، حرجا كبيرا في إثارتها، سواء من منطلق التبرؤ منها أو الدفاع عنها، قبل أن يفضل الحبيبان الانتصار لحبهما على البقاء في الحكومة.
بنكيران: ديالي أكبر من ديالك
قفشات بنكيران لاتعد ولا تحصى في مساره الحكومي، فعشية تعيينه صرح بحاجته لحزب الاتحاد الاشتراكي «باش نسخن بيه كتافي»، ضمن المشاورات التي بدأها لتشكيل حكومته، وتلتها تصريحات من قبيل أن الملك محمد السادس معجب بنكاته، وبأنه يستغل وجوده معه لكي يحكي له بعضها، ومن منا لايتذكر كيف تحول رئيس الحكومة من منصبه الدستوري إلى ما يشبه مقدمي برامج مع المواطن في السوق، وهو يستعرض حصيلته، عفوا، وضعية السوق عن طريق أثمان البنان وماطيشة والبطاطا، وقبل ذلك كان التصريح الفصل، عندما اعتبر أن برنامجه الحكومي يرتكز على قاعدة «عفا الله عما سلف»، وهو الذي غرر بالناخبين عندما رفع شعار «إسقاط الفساد والاستبداد»، لتليها تصريحات عبر منابر إعلامية وتشريعية وحكومية وديبلوماسية أقل ما يمكن وصفها، بأنها تفتقد للرصانة والرزانة، ولعل أثقلها في الميزان، هو عندما خاطب البرلمانية ميلودة حازب، رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة، بعبارة «ديالي لي كبير عليك»، اتخذت عدة تأويلات لا أخلاقية ومدلولات جنسية، الأمر الذي دفع بعدد من الفاعلات في الحركة النسائية إلى الإدلاء بتصريحات تستنكر المستوى الذي وصل إليه رئيس الحكومة ووصفت كلامه ب»الكلام الساقط».. تصريحات فتحت الباب لزلات وزارية لاتقل عن تصريحات «شاف الحكومة»..
رشيد بلمختار: لسان موليير
طبعا نحن نتحدث عن رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية في حكومة عبد الإله بنكيران المغربية، التي يعتبر الدستور المنظم للبلاد، اللغة العربية، لغة رسمية، التصريح جاء على خلفية استضافته من قبل قناة «فرانس 24»، تصريح جر على بلمختار، هجوما من قبل الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، مطالبا بإقالته بعد إهانته للنصوص القانونية والرسمية المؤكدة لرسمية اللغة العربية، و»مما زاد الأمر خطورة»، هو صدور ذلك التصريح من وزير «يعتبر نظريا مشرفا على قطاع حساس من قيمة القطاع التربوي المؤسس لهوية البلد التي تعتبر اللغة محمد الوفا: المدير وصاحبتو يبقى محمد الوفا، سواء في وزارته الأولى أو الثانية بعد التعديل الحكومي، النجم الذي ينافس بنكيران في استقطاب قطاع واسع من الجمهور، ليس من باب حسن أداء وظيفته في التربية الوطنية فيما قبل أو مكلفا بالشؤون العامة والحكامة في النسخة الحالية، بل من باب «تمراكشيت ديالو»، فلايكاد يمر افتتاح لنشاط ما أو حضوره لندوة ما أو مروره الإعلامي التلفزيوني أو الإذاعي، حتى يتداول المتتبعون مقاطع من تصريحاته الساقطة.
«واش أنا باقي ما سخنت بلاصتي وانت كتسولني على معايير تعيين مدير ديواني؟»، هكذا أجاب على سؤال ل»الوطن الآن» بعيد تعيينه في حكومة بنكيران، ويمكن الرجوع للأشرطة التي تبين اللحظات الأولى من انعقاد مجالس الحكومة، وكيف أن جل الوزراء لاتبرح أعينهم قفشات الوفا، قبيل الانطلاق الرسمي لهذه اللقاءات. وبغض النظر عن الترتيب الزمني، خرج علينا الوزير المراكشي بتهكم واضح على تلميذة في الصف أمام زملائها، بقوله «علاه أنت باقا تقراي، أنت خاصك غير راجل»،مما عرضه لحملات شرسة من منظمات حقوقية ونقابية، كما اشتهر بقولته «والله يا باباه أوباما معندو بحال هاذ المدارس اللي عندنا»،لكن ثالث الأثافي، هو عندما تحدت عن مدير مؤسسة تعليمية وعلاقته بسكرتيرته، بالقول «المدير وصاحبتو»، جر عليه مجددا استنكارا من قبل المنظمات والهيئات التربوية والنقابية.مكونا رئيسيا لها».
ولم يقف الأمر عند هذا الحد باستصغار اللغة العربية، في عدد من المناسبات واللقاءات، منها محاولة فرنسة بعض المواد العلمية في الثانوي، في الوقت الذي تدرس في الكليات باللغة العربية، ويبقى أهم استصغار له هو عندما كانت إحدى المستشارات البرلمانيات تعقب على تدخله، وكان مشغولا بتصفح هاتفه النقال..
واعتبرت الكثير من التعليقات في المواقع الاجتماعية أن هذا الأمر لا يعدو أن يكون جزء ومظهرا من مظاهر الإهمال الذي يعيش على إيقاعه هذا القطاع، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل انسحب بلمختار في الوقت الذي كانت فيه مزيد من الأسئلة مبرمجة ضمن جلسة منتصف نونبر 2015، مما اعتبر معه، «إهانة لأسرة التعليم وكذا للمستشارين وللغرفة الثانية للبرلمان».
بسيمة الحقاوي: مضخة صكوك الغفران
مهما قيل عن بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والمرأة والتضامن والتنمية الاجتماعية، كونها امرأة هادئة ورزينة، فيبدو أن عدوى بنكيران طالتها، عندما اتهمت سعيد الكحل الباحث في الحركات الإسلامية، في برنامج «مباشرة معكم» سنة 2012، بعبارة «لست متدينا»، عبارة لقيت استنكارا من المعني بالأمر في برنامج مباشر على الهواء، وعوض أن تعتذر الوزيرة عن تصريحها وتسكت، استدركت بالقول أنها تقصد بأنه لاينتمي للتيار الديني، وكأن التدين محصور على المنتمين للحركات التي تتخذ الدين الإسلامي أرضية للاشتغال الحزبي والجمعوي، تصريح جر عليها استنكارا واسعا من قبل نشطاء المواقع الاجتماعية، سخروا منها وطالبوا بإضافة وظيفة «مكلفة بتوزيع الشهادات الدينية»، جعل من سعيد الكحل يعتبر أن «ما فاهت به السيدة الوزيرة هو اتهام صريح لي بالكفر، لأن عبارة «غير متدين» التي قالتها في حقي لها معنى واحد، هو الكافر، لأن الكافر هو الذي لا دين له».
محمد مبديع: اللاهث وراء روبي
كادت تصريحات محمد مبديع، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث القطاعات العامة، أن تسبب أزمة ديبوماسية بين روما والرباط عندما صرح في يناير 2014، بأنه وقع شهادة ميلاد كريمة محروق المعروفة بروبي، وأنها لم تكن حينها قاصر، حينما افتضح أمر علاقتها برئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني، إذ كان مسؤولا بالمجلس الجماعي بالفقيه بنصالح، حينما ولدت روبي سنة 1992، يعني أنها لم تكن قاصرة حين مارس معها برلسكوني الجنس.
وأكد الوزير أنه لا يعرف الوقت «اش غادي تجيب من فضائح مماثلة لبرلسكوني». ولأن اليمين الإيطالي الذي ينتمي إليه برلسكوني اعتبر محاكمة زعيمه مؤامرة من قضاة يساريين، واحتج بتصريحات الوزير مبديع كون «روبي»، لم تكن قاصرة حين كانت تلتقي ببرلسكوني، فإن وزيرنا ورئيس بلدية الفقيه بنصالح سابقا، تدخل مرة ثانية في هذا الموضوع، بتصريح مناقض للسابق، حينما أكد ل»راديو راي2» الإيطالية بأنه لا يعرف تاريخ ازدياد «روبي» ولا يعرفها شخصيا، «كما لا أعلم متى التقت برلسكوني، لذلك، لا أعلم إن كانت قاصرا أم راشدة». وعلّقت جريدة «لاريبوبليكا»، واسعة الانتشار على تراجع الوزير عن تصريحاته بقولها إن: «(الوزير) ربما تخوف من ردود الفعل الداخلية المحتملة (من الملك والحكومة)، فقام بخطوة سريعة إلى الوراء..»
محمد أوزين: مول الكراطة
إذا كانت ألسنة وزراء بنكيران هي التي تجر عليهم الانتقاد، فإن محمد أوزين، الوزير السابق في الشباب والرياضة، أنهى مشواره الحكومي، بكراطة وسطل، فطيلة خمسة أشهر لم تهدأ الانتقادات تلو الأخرى، التي وثقها البث المباشر بالصوت والصورة، لحالة ملعب الأمير مولاي عبد الله، في دجنبر 2014، عندما أصبح بفعل التساقطات المطرية بركة مائية، في عز ملتقى دولي لكرة القدم، وتحت أعين وأنظار إعلاميي العالم، وعوض اتخاذ الترتيبات اللازمة، كان الحل هو الإتيان بالكراطات والسطولا «لتجفيف» عشب ملعب ابتلع ميزانية ضخمة ليكون في مستوى التطلعات الرياضية وترويج الصورة المغربية. أخذت فضيحة الكراطة والسطل بعدا إعلاميا وسياسيا كبيرا، جعل الملك محمد السادس يأمر بإجراء تحقيق في الموضوع، خلص إلى أن خروقات شابت عمليات الإصلاح التي استمرت لأشهر طويلة، اضطر معه إلى توقيف مهام أوزين عن تدبير الشأن الوزاري قبل أن تطاله موجة الإعفاء التام في ماي 2015، ورغم الخرجات غير المحسوبة لمحمد أوزين في غمرة هذه الفضيحة، من خلال محاولة التهرب من المسؤولية والتشبت بشماعة المؤامرة الإعلامية والسياسية، فإن لسانه لم يتوقف وهو بعيد عن التدبير الوزاري، حيث تم تسريب كلام ساقط له متوعدا مافسيه في انتخابات شتنبر 2015، بأنه غادي «يفرعهم»..
مصطفى الخلفي: c’est clair, je suis clair
في ثواني معدودة، أعاد مصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة، كلمة «سي كلير»، أربع مرات، وهو يجيب أو بالأخرى يتهرب من أسئلة صحافي فرنسي على إحدى القنوات الفرنسية، في فبراير 2015، حتى أطلق عليه «وزير سي كلير»، وبدا الخلفي محرجا وهو يتلقى وابلا من الأسئلة من صحافي راديو «أوربا 1»، حول الأزمة المغربية الفرنسية، وأيضا بسبب “فرنسيته الضعيفة” التي صعبت عليه التفاعل والرد بسلاسة على الأسئلة، وجعلته يركن إلى الصمت في لحظات معينة.
أجوبة الوزير الخلفي لم تقنع الصحافي الفرنسي، إذ أصر على أعادة طرح أسئلته بصيغ أخرى، إلا أن هذا الوزير رد عليه قائلا “كلامي واضح”، الشيء الذي دفع المحاور إلى القول «ألا تريد الجواب؟»، إلا أن الخلفي ظل متشبثا برأيه بأن كلامه واضح.
ودعا الصحافي الفرنسي، الوزير مُصطفى الخلفي في بداية حوارهما إلى تجنب “لغة الخشب” قائلا “ننتظر منكم الليلة الحقيقة وليس كلاما رسميا”، ليرد عليه الخلفي ضاحكا «سنحاول». ولكن يبدو أنها كانت محاولة فاشلة شكلا ومضمونا.
وقد تحولت الحلقة إلى موضوع سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهر وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، بمستوى غير مقنع، عجز عن مجاراة الصحافي في الرد عليه بجمل مفيدة بلغة موليير للدفاع عن موقف المغرب في قضية حساسة.
صلاح الدين مزوار: وزير «تفعفيع»
فتح صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية الباب واسعا للنحويين وأساتذة اللغة العربية من أجل البحث في كلمة «التفعفيع»، الواردة في جواب الوزير، وهو يتحدث عن إقناعه لوزيرة الخارجية السويدية، بشأن موضوع الصحراء، مضيفا أنه بعد «تفعفيعها، تهزات»، مما شكل صعوبة لدى خبراء اللغة في تفسير استعمال هذين المصطلحين كلغة معتمدة في الديبلوماسية، كان ذلك في شهر أكتوبر الماضي، ليحسب للوزير إدخال «مصطلحات ديبلوماسية وازنة»، تفعفيع الوزير وهزان الوزيرة، لم يمر بشكل هادئ، بل أحدث موجة من السخرية في المواقع الاجتماعية، صورة وصوتا وكاريكاتيرا، جعلت البعض يرشحه لرجل السنة في التفعفيع. والى جانب تفعفيع مزوار، فإن زميلته في ذات الوزارة، امباركة بوعيدا، أعطت حقها في اللغة الديبلوماسية، من حيث تصريحها تحت قبة البرلمان وفي جلسة على الهواء في الأسبوع الأخير من شهر دجنبر 2015، بأن «المغرب لن يبقى مربع اليدين أمام استفزازات خصومه».
متتبعون رأوا أن بمثل هذه الخرجات، مهما كان الخصم أعجميا،»تبين كيف لا يتمكن المغرب من الدفاع عن قضاياه، بل، نموذج آخر من الأشياء التي تجعل الآخر ينظر إلينا بريبة وشك، ويعطي للآخر المتربص فرصة محاولة سحب البساط.
إنه التفعفيع ياسادة! ذاك الذي يخلق للبلد متاعب هو في غنى عنها وبالإمكان تفاديها بشئ من العقل والمأسسة لا غير».
حكيمة الحيطي: السخانة و22 ساعة
لايعرف بالضبط هل شفتي الوزيرة من خلق الرحمان أم بتدخل الإنسان، لكن ما هو متأكد أن شفتيها تساهمان بشكل كبير في الزلات، حيث يسجل التاريخ الحكومي سبقا لحكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة المكلفة بالبيئة، في العديد من المحطات، مما جعلها موضوع سخرية من قبل المتتبعين، ومن بينها، ردها على أحد الزملاء الصحافيين على هامش مناظرة وطنية حول البيئة، طلب منها تصريحا باللغة العربية «هل يجب أن أجيب باللغة العربية؟ واخا ولو أن الحديث بالعربية كيدير لي السخانة». ولاتعرف الوزيرة الحيطي، فقط بتصريحاتها التي تكون مثار سخرية، بل أيضا بعدم ضبطها لمجال اشتغالها، ولعل هذا ما جعل مسؤولية التصريحات الإعلامية، تسحب منها في قمة المناخ الدولية التي احتضنتها باريس مؤخرا، وتمنح لوزير الخارجية.
أما قمة التصريحات من الوزيرة ذاتها، فهي قولها بأنها تشتغل 22 ساعة في اليوم، محطمة الرقم القياسي في العمل البشري، وهو التصريح الذي مازال يثير سخرية رواد المواقع الاجتماعية.
عبد السلام الصديقي: سرّاح بنادم
على إثر التصريحات الواردة في الحلقة الأخيرة من برنامج «في قفص الاتهام» يتقدم عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، باعتذاره عن أية تصريحات خارجة عن سياقها تسببت في الإساءة لمشاعر المواطنات والمواطنين»، هكذا اعتذر الصديقي عن تصريحاته الإذاعية حينما ذكر بأنه في فترة طفولته كان يرعى الغنم في قريته، وأضاف «دابا كنسرح بنادم»، تصريحات استأثرت بجزء كبير من اهتمام المتتبعين، وأخذت بعدا سياسيا، حينما تدخل قياديو حزب التقدم والاشتراكية، معتبرين أن تصريحات الرفيق الصديقي أخرجت من سياقها، وبأن «المقصود من كلامه، رعاية أبنائه، بحكم أنه المسؤول عن تربيتهم، معتبرين أن تأويل كلامه مجرد مغالطات أريد منها باطل» وأضاف الوزير نفسه في تصريحات إعلامية استدراكية، أن «العارفين به يعلمون علم اليقين عفويته في الكلام، ومرحه، وهو ما كان مطلوبا منه في اللقاء الإذاعي ذاته»، و في الوقت نفسه أكد الوزير على أن منصبه الحكومي، «لا يخول له التلفظ بكلام جارح أو مسيء لأي كان».
عبد القادر عمارة: وزير البرتوش
إذا كانت من خلفية تحكم هذه الزلات لأعضاء الحكومة، فهي الخلفية الوزارية، حيث حطمت وزارة الطاقة والمعادن من وزيرها عبد القادر اعمارة إلى الوزيرتين المنتدبتين في ذات الوزارة، وكان اعمارة سباقا عندما قرر تجهيز إحدى غرف وزارته بدوش وسرير، سرير، أصبح حديث المجالس العامة والخاصة، بين من يعتبره حقا مشروعا للوزير، في أخذ قسط من الراحة، وبين من يعتبره نموذجا للاستهتار الحكومي، وكأن الحكومة أنهت مل ملفاتها المطروحة لكي يخصص الوزير لنفسه سريرا ودوش، لينال الوزير اعمارة عن جدارة واستحقاق وزير «البرتوش».
شرفات افيلال : وزيرة «جوج فرنك»
لم تهدأ بعد العاصفة الإعلامية والاجتماعية التي خلفها تصريح شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، عندما صرحت بأن البرلماني أو الوزير لايتبقى لهما من راتبهما إلا «جوج فرانك»، وهي تناقش قضية معاشات البرلمانيين، فأبدع رواد المواقع الاجتماعية في السخرية من زلة لسان الوزيرة، ومادة دسمة لوسائل الإعلام الوطنية والدولية. ورغم تقديم الوزيرة لاعتذراها من هذا المصطلح، فإن راهنية وملحاحية موضوع إلغاء معاشات البرلمانيين، جعل تصريحها يؤطر تحركات الرافعين لهذا المطلب، وهو الموضوع الذي مازال يغري بالتتبع الإعلامي.