الفكاهي عاطر : أتمنى أن تكون سنة 2016 محطة ازدهار الفن المغربي

الفكاهي عاطر : أتمنى أن تكون سنة  2016 محطة ازدهار الفن المغربي

مرت سنة 2015 تاركة وراءها ذكريات الماضي القريب والبعيد ولحظات إنسانية طبعت حياة الفرد والمجتمع. تأرجحت أحداثها ومواقفها بين الفرح والحزن. التألق والإخفاق. وحلت سنة 2016 بنفس جديد وبأحلام وآمال جديدة ومُتجددة، على اعتبار أن الأمل والحلم هما وقود روح الإنسان نحو المستقبل، ليشق من جديد الطريق في دروب الحياة، وراء تحقيق الأماني والوصول إلى الأهداف التي يسطرها الإنسان ويعمل جاهدا لإحقاقها، في تفاعل مع الذات والمحيط والآخرين...

"أنفاس بريس" اتصلت بمثقفين وفنانين، للدردشة معهم حول ما علق بذهنهم في سنة 2015 من أحداث ومواقف وما يسكن بالهم من أمل وحلم على ضوء إشراق سنة 2016 ..

الكلمة للفكاهي والإذاعي محمد عاطر...

" مرت العديد من الأحداث بحلوها ومرها في سنة 2015 وعلقت أحداث كثيرة بذهني، منها وفاة شخصيات تركت أثرا جميلا في عالم الثقافة والفن، كالفنانة المرحومة "فاطمة بنمزيان"، والمرحوم الحاج "محمد بوزوبع" رائد من رواد الملحون.. كما أسجل في سنة 2015 كساد فني كبير، مع تراجع الإنتاجات الفنية التلفزيونية.. ونحن ننتظر أمطار الخير خلال هذا الموسم الفلاحي ونتخوف من الجفاف الفني والفلاحي، لا يمكن أن  نفكر في المستقبل دون أن نشارك الفلاح المغربي همومه وانتظاراته، لأن ارتباطنا بالأرض وخيراتها وثيق، لذلك أتمنى خلال سنة 2016 أن يزول الجفاف من القلوب والساحة الفنية وأن ينعم الله علينا بأمطار الخير..

نقطة الضوء بالنسبة لي في سنة 2015 هو استمرار نجاح برنامج "ريحة الدوار" الذي أقدمه بإذاعة "إم إف إم" وأحمد الله على ذلك. انطلقت تجربة هذا البرنامج منذ 6 سنوات والنجاحات مُتتالية، والعمل الإذاعي ليس سهلا له حرفيتهُ وناسه وتقنياته وطريقته. من أحلامي سنة 2016 هو أن يجد برنامج "ريحة الدوار" مكانه ضمن الجامعات المغربية للانفتاح على الطلبة خصوصا وأنه برنامج يُعنى بالتراث اللامادي للوطن وينتمي للبرامج التي تدور في فلك علوم "الإجتماع والإنتروبولوجيا والتاريخ".. والحمد لله هناك اتصالات مع أستاذ جامعي لتحقيق هذه الغاية النبيلة.. مرت سنة 2015 ورأينا كيف تم تتويج بعض الصحفيين في مختلف الأجناس الصحفية، لكن أسجل تغييب بعض المواد الإعلامية من الاحتفاء وتقدير المجهودات، فوزارة الاتصال في رأيي لست وصية على أعمال الصحفيين المعتمدين فقط مع احترامي لتوجه الوزراة ومجهودات الصحفيين التي تستحق التقدير. يجب فتح الباب لكل إبداع إعلامي لتحقيق الاعتراف، وزرع التنافسية في الجسم الإعلامي وسيكون بذلك في رأيي الرابح الأكبر، هو الوطن والجمهور المغربي المتعطش للأعمال الإعلامية الجادة والهادفة، على اختلاف أجناسها وصفة الفاعلين في إنجازها وإخراجها لحيز الوجود، ويبقى الحكم للمتخصصين والجمهور، أملا في تحقيق طفرة إعلامية كبيرة تستند على الندية والتطوير وخلق ثقافة إعلامية موسومة بالاعتراف والتشجيع. لابد أن أشير كذلك في نهاية سنة 2015 إلى مروري بالقناة الثانية في حفل رأس السنة، في فقرة تنشيط الغاية منها التخفيف على نفسية المشاهد وتحقيق التسلية والفرجة الهادفة، على اعتبار أني أشتغل على تقديم مادة فنية تلامس حياة المغاربة وتنهل من واقعهم المعيش وتنتصر لآهاتهم وتسلط الضوء على المشاكل اليومية الاجتماعية التي أتمنى أن تجد طريقها للحل والمُعالجة في مستقبل الأيام .. أتمنى أن تكون سنة 2016 جسر العبور نحو ازدهار الوطن والفن المغربي بكل ألوانه..