عبد الرحيم التوراني: السنة التي نودعها هي "سنة الموت"

عبد الرحيم التوراني: السنة التي نودعها هي "سنة الموت"

وجهت "أنفاس بريس" سؤالا لمجموعة من الفعاليات المدنية والسياسية والنقابية والحقوقية والاجتماعية والثقافية، يتمحور أساسا حول تقييم السنة التي تودعها الإنسانية جمعاء، سنة 2015 الضاجة بالأحداث والتحديات والإكراهات والمآسي الاجتماعية .

الكاتب والإعلامي عبد الرحيم التوراني أجاب عن السؤال بحرقة المتتبع الذي مازال لم ينته من قراءة أحداث السنة التي شبهها بفصول رواية طويلة جدا..

"قد لا أتردد وأقول لك إن السنة التي نودعها هي "سنة الموت"، وإن كان الموت منذ بدء الخليقة، وهو دائما حوالينا يرفرف براياته السوداء في كل وقت وحين. في 2015 فقدنا كثيرا من الناس الذين نحبهم ونعزهم. شخصيا ما زلت غير مستوعب للرحيل المفاجئ لصديق العمر الناقد السينمائي والإعلامي الكبير مصطفى المسناوي، كما آلمني كثيرا رحيل الأخ المناضل والحقوقي البارز الأستاذ محمد الصبري،  وغيرهما من الشخصيات العمومية.. هي خسارات فادحة عصية على التعويض.

بالنسبة لقراءة أحداث السنة، صدقني لو قلت إني لم أنته بعد من القراءة، وقد لا أنتهي كأنني أقرأ صفحات رواية طويلة جدا، العام بالنسبة للأمم والشعوب التي مثلنا، ولا أظن عددها كثير، لا يقتصر على اثني عشر شهرا فقط.. عامنا تدور أوقاته وأشهره منذ مئات السنين فلا يكتمل، لتعود بنا دورته إلى نقط البداية.

لست في حاجة لبرهان أو حجة، فالدليل في مذابح "داعش" الاحتفالية، وفي المشانق التي تنصب للشعراء، وفي الأحكام القراقوشية التي تحكمنا، وفي عمائم شيوخ الفتاوى الغرائبية وفقهاء الأمراء والسلاطين، وفي التراجعات التي هي بالجملة على أكثر من مستوى وصعيد.

لست متشائما، أحب أن أنتعل وأتدثر دائما الحذر، فأنأى بخطواتي عن دروب الأحلام الملغمة والمفاجآت اللعينة .

السنة القادمة هي استمرار للسنة التي نودع، ربما بإيقاع ولحنٍ مختلف قليلا.. رغم كل ذلك فالأحلام لا تمنعنا من التمترس بالآمال، فسحة الأمل دائما موجود وبه نحيى ونتنفس".