تفاصيل 6 ساعات من مسلسل انصهار الكرة الحديدية على شرارة اختلالات جامعة "عرشان"
يبدو أن وباء تجميد مضامين دستور المملكة وطرح القوانين داخل الثلاجة انتقلت من الجهاز التنفيذي لتطال الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية التي مازالت تتعامل مع قانون التربية البدنية بمقياسين، مقياس خاص بقوانين جامعة عرشان الحديدية، ومقياس العصب والأندية التي صادقت سابقا على القانون الأساسي الخاص بالعصب والأندية بعد ملاءمته مع القانون رقم 30 /09.
هذا ما استشفته "أنفاس بريس" خلال متابعتها للجمع العام العادي والاستثنائي لعصبة تانسيفت الجنوب يوم الأحد 27 دجنبر 2015 بقاعة اجتماعات نادي أولمبيك اليوسفية التابع للمجمع الشريف للفوسفاط، تحت إشراف رئيس لجنة الأنظمة والقوانين وعضو الجامعة ذاتها عبد ربه السالك بتنسيق مع ممثل وزارة الشباب والرياضة الإطار الوطني مصطفى طوطو.
التقريرين الأدبي والمالي المعروضين على مكونات الجمع العام لم يسلما من انتقادات ممثلي الأندية، حيث سجلت العديد من المداخلات بؤس التقرير الأدبي وعدم ملائمته مع مضامين التقرير المالي الذي اجتهد الأمين في تقديم فائض العصبة المقدر ب114.461,21 درهم، في حين أن كاتب العصبة يتحدث عن إكراهات مالية لم تيسر للعصبة مهمة ترجمة برامجها التكوينية والتأطيرية والإشعاعية على أرض الواقع حسب المتدخلين، فضلا عن الهجومات الكاسحة التي طالت أبواب المداخيل التقليدية التي لا تعكس أي تصور جديد في طرح المشاريع والشراكات مع المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والترابية.
وبنفس الحدة والهجوم تم تناول أبواب المصاريف التي التهمت في مآدب الأكل والإقامة ( 23,43% من مجموع المصاريف) والسفريات، مما دفع ممثل النادي الرياضي للكرة الحديدية باليوسفية إلى التحفظ على التقريرين بعد التصويت عليهما بالأغلبية من طرف الجمع العام,
ومن المعلوم أن محطة الجمع العام لعصبة تانسيفت الجنوب كانت تروم تقديم التقريرين الأدبي والمالي وعرضهما للنقاش والتصويت وانتخاب جهاز جديد وفق القوانين الجديدة للعصب والأندية، بعد أن تفجرت آلية التسيير على وقع استقالة رئيس العصبة محمد عاصم الذي لم يقضي سوى 6 أشهر على كرسي رئاستها ليفتح الباب أمام صراع أقطاب الكرة الحديدية بذات العصبة، حيث تشبث مدعمو وكيل لائحة رئيس النادي الرياضي للكرة الحديدية بتطبيق مقتضيات القانون الأساسي المصادق عليه من طرف الجامعة والعصب، ودفع بالمناصرين والمرشحين ضمن قائمته إلى الاستعانة بعون قضائي لضمان شهادة محلف قضائي من خلال محضر معاينته وتتبعه لأشغال الجمع العام ..
ممثل الجامعة الحديدية كان يستعين بخبرة ممثل وزارة الشباب والرياضة، وباستحضار مضامين قانون التربية البدينة حتى لا يقع في المحظور والقفز على الفصول التي لا تحتمل الاجتهاد والتأويل، مما فتح باب التوافقات التي أراد البعض من مكونات اللائحة المنافسة (لائحة رئيس النادي البلدي للصويرة خالد الحجدي) تجاوز الخروقات التي واكبت فترة إيداع الترشيحات باللائحة والتي أحاطها المشرع بضمانات وردت بالمادة 12 من الفقرة الأولى من القانون الأساسي للعصب (إرسال لوائح المرشحين بالبريد المضمون إلى مقر العصبة 10 أيام قبل انعقاد الجمع العام).
6 ساعات كانت هي المسافة الزمنية للنقاش والكواليس والتوافقات التي لم تفض لشيء ليعلن ممثل جامعة عرشان الحديدية السالك عبد ربه عن تأجيل الجمع الاستثنائي، وتشكيل لجنة مؤقتة تتكون من ثلاثة مسئولين "رئيس النادي الرياضي للكرة الحديدية باليوسفية أحمد المطمير، ورئيس النادي البلدي للصويرة خالد الحجدي ورئيس النادي الرياضي لأسفي ابراهيم كرم "، تسهر على تدبير عصبة تانسيفت الجنوب مدة 15 يوما حيث حدد تاريخ 16 / 01 / 2016 كموعد للجمع العام المقبل.
"21 سنة هو عمر عصبة تانسيفت الجنوب بعد إحداثها سنة 1994، ومع ذلك تفتقد لشهادة السكنى وأمثلها اليوم مثل العطار المتجول والذي لا يملك محلا لترتيب بضاعته ... أتحدى أن تكون العصبة تتوفر على وثائق نشأتها ...لا نريد مصاريفا خاصة بالأكل والإقامة ... نريد عصبة محترمة تتوفر على مقر خاص بها وفي اسمها ويضمن استمرارية إدارتها". هذا الكلام نطق به أحد مكونات عصبة تانسيفت الجنوب الأستاذ التقدمي، والذي هو في نفس الوقت حيسوبي عصبة تانسيفت الجنوب مما جعل القاعة ترد عليه بالتصفيق كعنوان على فشل الجهاز في التعاطي الجدي مع مفهوم التدبير والتسيير الإداري والرياضي في الوقت الذي يتغنى فيه حلفاء جامعة عرشان الحديدية بضخ سيولة مالية في مالية الجامعة الملكية المغربية للكرة الحديدية، وتطبيلهم لقدرته على حل كل مشاكل العصب والأندية حسب قول بعض رؤساء الأندية وممارسي الكرة الحديدية التي مازالت تنتظر الاعتراف بها كرياضة أولمبية.
الانطباعات التي استخلصت " أنفاس بريس" من أغلب التدخلات أن ممثل جامعة عرشان الحديدية والذي هو في نفس الوقت رئيس لجنة القوانين والأنظمة السالك عبد ربه "لم يكن محايدا ونزيها في فك طلاسيم تجاوزات وخروقات القانون الأساسي للعصب الذي ينص صراحة على مجموعة من الإجراءات القانونية التي لا يجب تجاوزها لقبول أو إسقاط في اللوائح المتنافسة (المادة 12)، بالإضافة إلى سلامة اللوائح من مرشحين ممثلين للأندية على مستوى تجديد أنديتهم وتقديم وصل إيداعهم الجديد، هذه بعض الخروقات التي عاينها العون القضائي وضمنها في محضره للاستعانة بها أمام الجهات المختصة وفق تصريحات المتنافسين.
على سبيل الختم: تردد خلال المداخلات أن أمين العصبة هو المسئول عن كل المشاكل التي طفت على سطح عصبة تانسيفت الجنوب وعلاقتها التواصلية بالأندية المنضوية تحت لوائها، وكان من الممكن الخروج بمكتب ولائحة جديدة بصيغة توافقية تضم كل أقطاب المتنافسين عن رئاسة العصبة لو كان ذات الأمين يتوفر على الحد الأدنى من الأخلاق والروح الرياضية حسب ما تم تداوله علانية أمام "أنفاس بريس"، لكن تشبثه بالمنصب فجر الوضع وعصف بالصيغة التي طرحها رئيس نادي أولمبيك بن جرير الفوسفاطي.
مهتمون باللقاء ومنتبهون وآخرون..