الفكاهي محمد عاطر يلهب الفايسبوك بصورة العرفان لمهنة المرحوم والده "الشطاطبي"
عمَّمَ الفنان "محمد عاطر" الفكاهي المعروف وصاحب البرنامج الإذاعي "ريحت الدوار"، أمس على صفحته بالفايسبوك، صورة عربة لبيع (المِكنسة التقليدية) المعروفة في الثقافة الشعبية المغربية بنعتها على صيغة الجمع بـ "الشْطَاطَبْ" المصنوعة من "الدوم"، التي يُنعت مُحترفها بـ "الشطاطبي". وقد علق الفنان "عاطر" على الصورة بعبارة : "هذه الحرفة هي التي كان يمتهنها أبي رحمة الله عليه، بهذه المكانس كان يُعيل أسرة بكاملها، دون كلل ولا ملل.. اللهم أسكنه فسيح جناتك".
"أنفاس بريس" اتصلت بالفنان "محمد عاطر" للدردشة معه حول ظروف التقاطه للصورة المعنية وتعميمها عبر الفايسبوك، وأوضح أنه كان يجلس رفقة بعض الأصدقاء بمقهى بالحي الذي يقطنه بسيدي مومن، قبل أن يثير انتباهه مرور صاحب عربة لبيع "الشطاطب"، حيث أفاد أنه قفز من مكانه مُسترجعا ذكرى والده المرحوم، مُضيفا أنه لم يشعر إلا وهو يعبر الشارع ليقف أمام صاحب العربة ليتبادل معه التحية والحديث ويسأله عن علاقته بأبيه المرحوم، إذ كان عاطر - حسب إفادته - على علم بمعرفة صاحب العربة به وبأبيه، وأضاف "عاطر" أنه سجل فيديو رفقة صاحب العربة "الشطاطبي"، وتصريحا من لسانه حول والده المرحوم، مُبرزا أنه سأل صاحب العربة : (هل في ذمة والده المرحوم دينا لفائدته؟)، وجاء رده بالنفي بعبارة (حاشا..) حسب توضيحات "عاطر"، الذي التقط بعد ذلك صورة للعربة وعمَّمها عبر الفايسبوك، وشرح عاطر أنه لم يكن يظن أن فكرة تعميم الصورة والعبارات المرافقة لها عبر الفضاء الأزرق، ستخلف كل تلك التعليقات التي تناسلت تحت الصورة، ولم تفت "عاطر" الفرصة لشكر كل أصدقائه وزملائه ومتتبعي صفحته على تعليقاتهم ودعائهم بالرحمة والمغفرة لوالده.
وبالاضطلاع على صفحة "محمد عاطر" على الفايسبوك، يجد المتصفح العديد من التعليقات التي تثني على اعتراف وافتخار "عاطر" بمهنة المرحوم والده وتدعو له بالرحمة وجنات الخلد، فيما اختار أصحاب تعليقات تخص أبناء الحومة التي يقطن بها "محمد عاطر" بسيدي مومن، استرجاع ذكريات الماضي والحنين لأيام الطفولة من خلال تعليقاتهم على الصورة، وقد علق الزميل توفيق مصباح على الصورة كاتبا : (دار "مول الشطابة" ذكرتني بعنوان بيتكم في بلوك سيدي مومن الجديد، حيث كانت البيوت تكنىبأسماء مهن أو أصول أصحابها... لاشك أنك لن تنسى "دار الرحمانية".. ودار "باشا" تلك العجوز رحمها الله التي كانت تحتجز كراتنا البلاستيكية مستغلة سور بيتها القصير المجاور لساحة الملعب.. وقد تحتجزنا إذا طرقنا بابها للمطالبة بكراتنا المحتجزة في فناء بيتها... سمحمد ولد مول الشطابة هذا هو اسمك الذي تفتخر به اليوم). وكتب الزميل محمد شروق (رجل خلف رجل..رحمة الله عليه). أما صاحب حساب (عادل الطاساوي الغيواني) فقد علق على الصورة : (من أبناء الحي المحمدي الأحرار ...لم تنسلخ عن جلدك وضللت وفيا لشعبيتك والطاس وأصدقائك القدامى ومحيطك القديم رغم مقامك الجديد ...أعانك الله".
يذكر أن الفنان "محمد عاطر" من المبدعين القلائل الذين اشتغلوا إذاعيا على إحياء التراث المغربي العريق وتقريبه من المستمعين، مع رصد العادات والتقاليد المغربية الأصيلة على لسان سكان البوادي، من خلال برنامجه الإذاعي "ريحت الدوار" على أمواج إذاعة "إم إف إم".