ما يدمي القلب ويحزن الصدر ويدمع العين أن يطعن مهرجان مراكش الدولي للسينما (يا حسرة) في دورته 15 روح الأخ والأستاذ والأب مصطفى المسناوي الذي غادرنا وهو في مهمة سينمائية بمهرجان القاهرة الدولي للسينما... هذا المهرجان الذي أقام حفل تأبين لفقيد السينما المغربية والعربية بقاعة الحضارة بالأوبرا.
بينما مهرجان المغاربة الذي تحجر عليه فرنسا لم يقف ولو دقيقة صمت وفاء لذكرى الراحل الذي كان مستشارا لوزير الاتصال الحاضر بالمناسبة في الصفوف الأمامية، وهو بالمناسبة (أي الخلفي)، الوصي على قطاع السينما والمهرجانات السينمائية ومن المانحين لمهرجان مراكش نصف غلة ميزانية دعم المهرجانات، لاشك أنه يعرف قيمة ومقدار هذا الرجل لما كان مديرا ليومية "التجديد"، وحتى عندما جاوره في ديوانه.. كانت تكفي إشارة من أصبعة أو غمزة من عينه إو إيماءة برأسه للوقوف ولو دقيقة صمت أو قراءة الفاتحة أو أي شيء لا يجعل المغاربة ناكرين للجميل، ولا يحترفون الوفاء.
مؤلم جدا أن يمر حفل الافتتاح ولا نتذكر روحا استشهدت في سبيل السينما.. ومازالت الدموع لم تجف حول قبره إنها القمة في جلد ذواتنا المبدعة وتعذيب الأرواح الطاهرة.