اختتمت أمس الاثنين، فعاليات النسخة السادسة للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة، المنظمة من 19 إلى 23 نونبر الجاري، بفوز شريط "ذيب" للمخرج ناجي أبو نوار من الأردن، بالجائزة الكبرى للداخلة. وأعلنت لجنة التحكيم المكونة من المخرج المغربي إبراهيم الشكيري (رئيس اللجنة)، والإعلامي الجزائري، علي أودجانا، والكاتب التونسي، محمد السبوعي، عن باقي نتائج المسابقة الكبرى للفيلم العربي، حيث حاز الممثل العراقي سمر محمد جائزة أحسن ممثل، عن دوره في فيلم "تحت رمال بابل"، في حين حازت الممثلة المغربية، نفيسة بنشهيد جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم "عايدة". وشهد حفل الاختتام تتويج السيد زين العابدين شرف الدين، رئيس المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة والسيدة أسماء كريميش، مديرة المهرجان، من قبل والي الجهة عامل إقليم وادي الذهب لامين بنعمر، على "المثابرة والعمل الجاد والجهود المبذولة" من أجل إنجاح هذه التظاهرة الثقافية. وأفاد شرف الدين بأن هذه التظاهرة الفنية هي ثمرة شراكة بين جمعية التنشيط الثقافي والفني بالأقاليم الجنوبية، الجهة المنظمة للمهرجان، وولاية جهة الداخلة وادي الذهب، ومجلس الجهة، والمركز السينمائي المغربي. وأوضح أن هذه الدورة التي تنظم في خضم الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، والذكرى التاسعة والخمسين لعيد الاستقلال المجيد، مكنت مجموعة من السينمائيين المغاربة والأجانب من "التعرف على المؤهلات الطبيعية للجهة التي دفعتهم في التفكير جديا في تصوير أعمال سينمائية تستغل هذه المعطيات الطبيعية". وقال شرف الدين، إن هذه التظاهرة السينمائية باتت حدثا مهما على الساحة الفنية والثقافية، ليس لأهالي الصحراء المغربية فحسب، وإنما لكافة الشغوفين بالفن السابع على الصعيد الوطني، بعدما صنعت لنفسها موطئ قدم ومكانة جلية ضمن خارطة المهرجانات السينمائية في المملكة. وأوضح أن المهرجان، وثق حضوره على صعيد المهرجانات العربية خاصة بعد تطور مستوى مشاركة العديد من الدول العربية الصديقة والشقيقة وأيضا الدول الأجنبية، مبرزا أن إدارة المهرجان، أضحت بعد هذا التموقع الجديد، تتحمل مسؤولية ثقافية ورمزية إزاء مريدي هذا الملتقى السينمائي، حفاظا على جاذبيته ومكانته ضمن المشهد السينمائي الوطني.
وأبرز رئيس المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة أن هذا الأخير وضع قدما جديدة على طريق العالمية بهدف إرضاء تطلعات الأذواق الجمالية المختلفة لعشاق السينما من كل الاتجاهات، وإفساح المجال للقاء والتحاور بين عشاق السينما والسينمائيين من بقاع مختلفة العالم، معربا عن ارتياحه لكون هذا اللقاء الفني والسينمائي، أصبح له عشاقه ومتتبعوه على الصعيد الوطني والدولي. وأعلن شرف الدين أنه تم تعزيز الشراكة خلال الدورات القادمة مع مهرجان مالمو بستوكهولم والمعهد السويدي للسينما عبر تقديم عروض وورشات تكوينية للهواة والمحترفين في مجال السينما، مشيرا إلى أن المهرجان وفر لنحو 15 شابا وشابة من أبناء الأقاليم الجنوبية، بشراكة مع المعهد العالي لمهن السمعي البصري، تكوينا في مجال صناعة الفيلم الوثائقي الذي سيتوج بتصوير فيلم سيعرض خلال الدورة القادمة. وشهدت الدورة السادسة للمهرجان الدولي للفيلم بالداخلة استضافة السينما السويدية كضيف شرف من خلال عرض ستة أفلام تعرف من خلالها جمهور مدينة الداخلة على سينما هذا البلد الأوروبي، وضمن بانوراما الفيلم الوطني تم عرض ستة أفلام من أخر الانتاجات السينمائية الوطنية. وفي إطار فقرة تجارب سينمائية شبابية عرفت الدورة السادسة عرض أربعة أفلام قصيرة لشباب من المغرب ومصر، كما برمجت إدارة المهرجان، ضمن ليلة الفيلم القصير، ستة أفلام عراقية في محور أفلام الحروب. واستفاد شباب الأقاليم الجنوبية من ورشة تكوينية في صناعة الفيلم الوثائقي أطرها الأستاذ فؤاد سويبة، وعقدت ندوة حول الملكية الفكرية والحقوق المجاورة بتعاون مع المكتب المغربي لحقوق المؤلفين، اطلع من خلالها المشاركون على القوانين المنظمة لحقوق الملكية الفكرية وأهمية التصريح بالإنتاجات الفكرية بالنسبة للمشتغلين في مجال الإبداع الفني والثقافي.وقد كرم المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة في افتتاح هذه الدورة الفنان السوري جمال سليمان، والفنانة المغربية الشعيبية العذرواي، والممثلة والمخرجة الإسبانية روث ارماس، والمخرج السويدي ريتشارد هوبرت.