عبد الحميد جماهري ينعي الراحل مصطفى المسناوي: بكيت حقا وشعرت كأنني شريك في الموت

عبد الحميد جماهري ينعي الراحل مصطفى المسناوي: بكيت حقا وشعرت كأنني شريك في الموت

كتب الشاعر ومدير نشر يومية "الاتحاد الاشتراكي" عبد الحميد جماهري، كلمة مؤثرة وحزينة، على صفحته في الفيسبوك، ينعي فيها صديقه الكاتب والناقد السينمائي مصطفى المسناوي، الذي وافته المنية هذا الصباح بالقاهرة، إثر أزمة قلبية...

"أنفاس بريس" مع عميق حزنها على هذا الغياب المفاجئ لوجه ألفته السينما في مشارق الأرض ومغاربها، تتقاسم هذه التغريدة الحزينة مع قرائها:

"لم أكن أدرك (ومن أين لي بذلك؟) وأنا أعانق مصطفى المسناوي يوم الجمعة الماضية، أنني في الوقت ذاته أعانق جتثه!

لا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا تدري نفس أي موت ينتظر عناقها.

يومها جاء الفقيد مصطفى رفقة الزميل لحسن العسيبي أطال الله عمره، لكي يودعنا وهو ذاهب إلى القاهرة لأجل السينما (هو صاحب سوليماهم في وجوههم )، وتعانقنا بحرارة، وعاتبته أنه لم يعد يزورنا قلت له: نحن أصدقاوك بالرغم من فشلنا في «الكاستينغ» السياسي.. وفي الأدوار التي قمنا بها.

وعدني أنه سيزورني بعد عودته من القاهرة: لم يزرني.. ولم يعد من القاهرة التي أحب زنقتها في البيضاء (زنقة القاهرة) وبنى فيها صداقات مع المرحوم العربي باطما وأحمد السنوني بزيز أطال الله عمره..

طمأنني الزميل ومعالي الصديق مصطفى الخلفي أن السيد سعد العلمي، السفير اللبيب والخلوق والمثقف الوطني الدمث الشفيف، في حالة تعبئة، بتأثر كبير لزميل له قبل أن يكون مواطنا مات في غربة الأهل (مرة أخرى صدق اله العرش العظيم: "إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"[ لقمان:34]..)..

ووجدت فيه نفس الحرص على إكرام الراحل..

بكيت حقا وشعرت كأنني شريك في الموت، لأنه زارنا بعد فراق تجاوز السبع سنين فيما أعتقد.

رحمك الله، بهذا الموت جاء يعلمنا أن الحياة مسار ينتهي، فطوبى لمن لم يمت خائنا ولا طاغيا ولا ظالما.. ولم يورث أهله كراهيته والنفور منه".