منذ مدة تخليت عن تحرير «حديث الجمعة»، والسبب هو اللغو المقابل والصمم المفتعل. فإعلاميو الفضائح لا يكترثون لما يكتب ويروى من قبل المفترضين أنهم خصوم متخالفين أو مختلفين معهم، مع أن الأصل في الأمور حسن النوايا والحياد الموضوعي تجاه الأطراف الفاعلة في الساحة. سامح الله الجميع، لكن يومه الجمعة، كتبت هذه الأحرف فقط لأن عناصر «الحديث» لم تستجمع ولم تتوفر بعد، ولربما سيوافينا إعلاميونا النزهاء ببعض «المعطيات» كسبق. غير أنه هيهات ثم هيهات، فالمعلومة محجوزة إلى ما بعد سماع خطاب المسيرة.. وهي مناسبة لنذكر بعضنا البعض بأن معركتنا كحقوقيين وإعلاميين هي النضال من أجل دمقرطة الحق في معرفة الحقيقة والحق في المعلومة.. فهي عماد اشتغالنا واهتمامنا المشترك، عوض الخوض في الحروب الصغيرة تلهينا عن حقنا في تملك واقتسام السلطة. طبعا أقصد المعلومة كسلطة وليس كقوة نحارب بها طواحين السراب.. هو خيار أول وليس ثان ولا ثالث.. إنني أخاطب الإعلاميين المهنيين، وخطابي لا يعني، في شيء، الناشرين للمطبوعات وغسيل الضعفاء والنزهاء والشرفاء، فهم لا يهمهم سوى إعادة الانتشار عبر بورصات القيم، يحصدون الثروة ويكلفون «مستخدميهم» بحصاد فتات «الإشاعات» المغرضة.
أكيد أن الخطاب الملكي سيتناول الصحراء، أرضا ومواطنين، سكنا وساكنة.. سيتم الاحتفاء بالمنجزات ويتم تشخيص الخصاص، والإعلان عن قرارات، وتقييم هدف المسيرة.. والحال أن الأهم هو هدف المسار ومنطلقاته، مما يعني إعادة المسير بدمقرطة المعالجة بمقاربة تشاركية وفق ثنائية الوحدة والديموقراطية.. وفي سياق عدالة مجالية واجتماعية عرضانية، فليس المغرب ريفا وصحراء فقط.. فبين الجهتين وطن شاسع استنزفه دعاة «المغرب النافع»، تارة باسم مغربة الاستثمار وتارات أخرى بالتدبير المفوض أي فلول الاستعمار.