أمهات وآباء تلاميذ المدرسة العمومية بوزان يناشدون عامل الإقليم التدخل إنقاذا للموسم الدراسي

أمهات وآباء تلاميذ المدرسة العمومية بوزان يناشدون عامل الإقليم التدخل إنقاذا للموسم الدراسي

لم يجانب رئيس المكتب الإقليمي لفدرالية آباء وأمهات تلاميذ المدرسة العمومية بوزان الصواب، وهو يقتنص الفرصة بمناسبة تنظيم نيابة وزارة التربية الوطنية حفل انطلاق الموسم الدراسي الجديد، ليتقدم بملتمس لعامل دار الضمانة الذي ترأس الحفل، وذلك من أجل التعجيل بعقد اجتماع موسع يحضره مختلف المتدخلين بقطاع التعليم بالإقليم. الملتمس / الصرخة يستمد قوة حيثياته من الاحتقان الذي يعرفه الدخول المدرسي. احتقان لم يسبق أن عاشته المدرسة العمومية بدار الضمانة الكبرى حتى عندما أذعنت الدولة المغربية مطلع ثمانينيات القرن الماضي للوصفة التفقيرية والتجهيلية لصندوق النقد الدولي.

المعطيات التي تتقاطر على "أنفاس بريس" من مصادر متنوعة ( نقابية ، حقوقية ، مدنية ) تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن الدخول المدرسي بنيابة التعليم بوزان يتموقع هذه السنة على مسافة بعيدة من التدابير ذات الأولوية التي حددتها الوزارة الوصية. فكيف ستتحقق التعلمات الأساسية والعشرات من الصفوف الدراسية بالابتدائي والثانوي بسلكيه، لم يتعرف فيها بعد تلامذتها على وجوه أساتذتهم بسبب الخصاص المهول في الموارد البشرية ( أزيد من مائة ). ومن جهة ثانية بسبب "التدبير المخدوم" لهذه الموارد الذي يتم بالزاوية المعتمة بمصلحة الموارد البشرية على حد تعبير مصدر نقابي. وكيف ستتحقق الجودة، والاكتظاظ والأقسام المشتركة قد تم التطبيع معهما؟ واقع تمت مواجهته بهدير جارف من الوقفات الاحتجاجية المطالبة بالحق في التعليم النافع . وأين المدرسة العمومية من شعار "الإنصاف وتكافئ الفرص" إذا كان الكثير من مؤسساتها التعليمية يفتقر لأبسط شروط متابعة الدراسة في مناخ تربوي سليم في حده الأدنى؟  فقد وقفت الجريدة على مؤسسات تعليمية لا تتوفر على مرافق صحية، وإن هي وجدت فما أبشع الصور التي هي عليها، ومدارس أخرى غير مربوطة بشبكة الكهرباء والماء الشروب، أو تستقبل الأطفال في حجرات دراسية بالبناء المفكك المعروفة مخاطره على صحتهم . هذا دون الحديث عن الحالة الكارثية التي عليها مقاعد وسبورات أكثر من مدرسة بالعالم القروي، ناهيك عن العشرات من الحجرات وحدها التسمية تفرق بينها وبين اصطبلات البهائم. كما أن أقرب وصف يمكن أن ينعت به واقع أغلب الأقسام الداخلية ومرافق الإطعام المدرسي ( إن هي وجدت ) فلن نجد أخف من وصفها بالنكبة.

دخول مدرسي يعمق التمييز بين التلاميذ، وإلا ما هو التفسير المقنع الذي تتسلح به نيابة التعليم بوزان وهي تعطل إلى اليوم التحاق الأطفال في وضعية إعاقة بأقسام الدمج المدرسي الذي خلف تدبيرها في السنة الماضية لغطا كبيرا.

فهل هذه الحفنة من الصور القاتمة المصاحبة للدخول المدرسي بإقليم وزان - التي نقلناها - لا يمكن اعتمادها كمؤشر كاف على أن دائرة الهذر المدرسي الذي تشكل معركة محاصرته صلب التدابير ذات الأولوية مرشح قرصها للمزيد من التمدد ؟ وأكثر من ذلك فإن دقات جرس هذا الموسم الدراسي تنذر بأن موسم الجني التربوي لن يكون حصاده أحسن حالا من سابقه الذي لم تتجاوز فيه نسبة الحصول على شهادة الباكالوريا عتبة 35 في 100، وهي من أضعف النسب وطنيا ، مقابل تحطيم نيابة وزان رقما قياسيا في نسبة الغش في هذا الاستحقاق الوطني ( أزيد من 300 حالة غش أي 70 في 100 جهويا).

أما بعد: 

إن التعليم النافع الذي شكل عصب الخطب الملكية، يحتاج تحقيقه على مستوى إقليم وزان إلى خطوات مدروسة تقطع مع المقاربة الفردية، وتنتصر في المقابل للمقاربة التشاركية، لذلك فإن الملتمس الذي سبق وتقدم به رئيس فدرالية آباء وأمهات التلاميذ إلى عامل الإقليم له من السياق والراهنية ما يستدعي تنزيله "قبل أن تنزل الفأس في الرأس".