أطفأوا الأنوار بالجموع، وأشعلوا فتيل الشموع، وخرجوا يجولون في الربوع، بعد أن نزلت الدموع، حسرة على غلاء الفواتير، وخروج المستعمر من النافذة ودخوله من أسلاك الكهرباء وأنابيب الماء الصالح للشرب والصنابير.
انطلق في وعي السير نحو ساحة الأمم، شدّ سكان المدينة الهمم. لإسماع صوتهم للصم والبكم، كانت الحاجة ماسة لماء بثمن يسير، فجاءت قوات الردع لتمنحهم الماء مجانا أثناء المسير.
قال العمدة: تحدثنا مع "موسيو جاك" و"موسيو برونو".
ردَّ سكان طنجة العالية: القرار ببيد المُفوِّض أم المفوَّضُ له، أم هي فوضى!!؟؟
فوضتم الماء والكهرباء، من الفوضى، أم من التفويض!!؟؟ فوَّضنا أمرنا لله.
هل عجزت إداراتكم المحلية على تسيير الإنارة والماء!!؟؟ أم أن "موسيو جاك وموسيو برونو" يحصلان على الماء بعبقريتهما من السماء في فصول الجفاف!!؟؟ أم أنهما من أحفاد "أديسون" ويستأثران بملكيته الفكرية لاختراع "المصباح" وثمن فاتورة الأضواء حتى ولو كان الكهرباء من صلب رياح المملكة!!؟؟.
تشفقون على حال الشمعة وتستكثرون ألمها وبكاءها، لإضاءة من حولها في طنجة. العداد اللعين دفع بكم للانتقام من الشمعة التي حوَّلت أرقام الاستهلاك لدمعة تذرفها عيون "موسيو جاك" و"موسيو برونو".
رن هاتف "مسيو برونو".
- ألو: موسيو جاك
- "موسيو برونو" اسمع جيدا ما سأقوله لك.. هي مسألة موت أو حياة في الاقتصاد.
- ما بالك "موسيو برونو"؟ سوف تتدخل القوات لإطفاء الشموع. وإشعال الأنوار قسرا وقهرا.
- لا أضمن ذلك.. لدي خطة يا "موسيو جاك" سوف نحصل على صفقة تفويض الشموع للطنجويين..
- فكرة رائعة يا "مسيو برونو"، هكذا سيؤدي سكان طنجة ثمن الشموع وتنتهي الدموع.