الطالبة حسناء بوثلجة: لن يُرهبنا الاعتقال لأننا نـُطالب بتحسين ظروف التكوين حتى يستفيد المغاربة من أطباء المستقبل

الطالبة حسناء بوثلجة: لن يُرهبنا الاعتقال لأننا نـُطالب بتحسين ظروف التكوين حتى يستفيد المغاربة من أطباء المستقبل

نظم أمس الخميس 22 أكتوبر 2015 طلبة الطب بكلية الطب والصيدلة الرباط، وكعادتهم، وقفة احتجاجية سلمية، بداية من الساعة الثامنة والنصف صباحا، رقمها 121، رددوا خلالها مجموعة من الشعارات التي تطالب بتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة. وعرفت هذه الوقفة مشاركة أزيد من 300 طالب وطالبة بتأطير مكتب طلبة الرباط. لكن الجديد في هذه الوقفة هو التدخل الأمني العنيف في حق الطلبة بعد انتهاك قوات الأمن لحرمة الحرم الجامعي، في محاولة لفض الوقفة بمباركة وموافقة عميد الكلية، الذي وقف في موقف المشاهد ولم يتدخل لمنع القوات القمعية من اعتقال 4 طلبة واقتيادهم نحو ولاية الأمن دون سبب واضح في منظر شبيه باعتقالات المجرمين و السفاحين.

وتعرض للاعتداء بالضرب والتنكيل العشرات من الطلبة والطالبات، بعد ذلك طاردت القوات الأمنية باقي الطلبة داخل أروقة الكلية وأمرتهم بالخروج منها ومغادرة أسوارها، إن هم أرادوا أن يُخلى سبيل زملائهم المعتقلين. استجاب الطلبة لهذه الأوامر رغم عدم مشروعيتها حماية لزملائهم. في بلد يتغنى بضمان الحريات والدفاع عن كرامة وحقوق الإنسان، صار القمع والتنكيل هو وسيلة "الحوار" المعتمدة. الحوار الذي يتبجح به وزير الصحة من داخل قبة البرلمان. الحوار الذي تكون قوات الأمن طرفا فيه، الحوار الذي ينتهي باعتقالات تعسفية ومطاردات هتشكوكية لطلبة الطب داخل أروقة الكلية. الحوار الذي يحرمنا من حقنا في "الصراخ" للمطالبة بحقوقنا!!

تمَّ إطلاق سراح الطلبة بعد 3 ساعات من اعتقالهم، بعد أن تلقوا مجموعة من التهديدات بلغة (أنتم معروفون).. (تواجدكم وتواجد زملائكم في الكلية سيعرضكم جميعا للاعتقال والمتابعة)... كيف يُعقل أن يتمَّ تهديد طالب بالاعتقال لأنه يوجد داخل الكلية، لأنه يناضل بطريقة سلمية، لأنه يصرخ: "حقوقي حقوقي دم في عروقي..". يعتقلوننا لأننا نـُطالب بتحسين ظروف التكوين حتى يستفيد المغاربة من أطباء في المستوى، يعتقلوننا لأننا نطالب بالأمن داخل المستشفيات لحمايتنا من الاعتداءات والابتزازات... يعتقلوننا لأننا نطالب بتحسين الوضعية المادية للطبيب، حتى يستطيع تأدية رسالته على أكمل وجه، دون التفكير في العمل بالقطاع الخاص لتوفير مدخول مادي إضافي.. يعتقلوننا لأننا وخلال 52 يوما من المقاطعة لم نلحق الضرر بأحد، لم نكسر زجاجا ولا نوافذ ولا سيارات، لم نقطع الطريق ولم نعرقل السير، لم نخالف تعليمات الأمن ولم نقذف أو نسب أو ننكل بأي شخص ونتهمه بأنه "مادي وغير وطني!!". لك الله يا بلدي، حين يُعتقل أصحاب الحقوق ويعاملون معاملة المجرمين ويضرب طوق أمني حول المؤسسات الجامعية لمنع الطلبة من ولوجها... حينها اعلم أن هنالك خلل كبير!!

 من خلال هذا المنبر أوجه رسالة واضحة: نحن لسنا بمجرمين ولا بمخربين، نحن طلبة من النخبة، آلمنا واقع حال هذا القطاع فطالبنا بتحسين الأوضاع، وسنستمر في ذلك ما دامت مطالبنا معلقة وحقوقنا مهضومة... لن يرهبنا الاعتقال لأننا على حق ولأننا أصحاب قضية عادلة ومشروعة.