الصحفي "الحسين يزي" ينشر مذكراته على الفايسبوك بطعم البوح

الصحفي "الحسين يزي" ينشر مذكراته على الفايسبوك بطعم البوح

اختار الصحفي "الحسين يزي" الذي راكم تجربة متميزة في درب "صاحبة الجلالة" قبل أن يؤسس الموقع الإلكتروني "أكورا بريس" الذي يشغل به مهمة المدير، أن يُعمِّم عبر صفحته في الفايسبوك محطات مهمة من مساره في ميدان الصحافة، وقد دأب على نشر حلقات من سيرته بشكل وفي، يوازيه شغف وتتبع من طرف أصدقائه والمطلين على صفحته "الفايسبوكية" والراصدين لمسيرته المهنية، إذ غالبا ما يتم التعليق على الحلقات المذكورة بعبارات تفيد الثناء على الخطوة التي أقدم عليها، مع الإشارة إلى أسلوبه المتميز في الوصف وسرد الأحداث بشكل مثير ومتين.

وفي آخر حلقة من حلقات سيرته على "الفايسبوك" التي عنونها بـ "الخروج المؤقت من النفق" حلقة 1 - إلى حدود كتابة هذه السطور- لأنه مكتوب بعدها عبارة (يُتبع)، سرد "يزي" أسماءا من عائلته ومن الميدان الصحفي، أوضح أنها ساندته بشكل أو بآخر، خلال وجوده داخل ما وصفه بـ "النفق المظلم"، إذ وجد نفسه حسب ما جاء في سطور مذكراته، داخل مُعيقات "غريبة وعجيبة"، واجهته بعد تعذر التحاقه بمجموعة من المنشآت الصحفية وحتى التلفزيون (برنامج الخيط الأبيض)، رغم مؤهلاته التي يعلمها الصغير والكبير في مجال الصحافة، خصوصا "صحافة الحوادث والمحاكم"، التي خبرها جيدا وحققت نجاحا وانتشارا كبيرا، لبعض المنابر التي استعانت في بداياتها بتجربته وحسه الصحفي المتقد. ومن غرابة هذه المعيقات أن كل من طرق بابه في مجال الصحافة كان يُشيد بمستواه وقيمته المضافة للمشهد الإعلامي، لكن كان كل ذلك لا يعقبه التحاقه بشكل رسمي وواضح بهيئة التحرير. كتب "الحسين يزي" في الحلقة المذكورة : "طيلة فترة وجودي بـ"النفق المظلم"، حافظت على رباطة الجأش. لم أُشعر أبنائي أنني أعيش أزمة. كنت مؤازرا من طرف أصهاري (بغير حساب) دون أن يعلم أولادي بذلك..) مضيفا : (أن تعيش سنتين في "نفق مظلم"، بعد أن قدمت كل ما لديك لمهنة تحمل اسم "الصحافة"، شيء مرعب فعلا. أتحمل في ما حدث الكثير من المسؤولية. كنت أقدم استقالتي دون "ضمان" عمل بديل. كلما مرت ثلاث سنوات داخل مؤسسة إعلامية ما، أشعر بالضيق والرغبة في تجديد دمي المهني. طبعا كنت أبحث عن تحسين المدخول المالي وتحسين الوضع الاعتباري).

مذكرات الصحفي "الحسين يزي" أعتبرها العديد من المنتمين والمتتبعين للميدان الصحفي، استئناسا وثوثيقا مهما لحال الصحافة بالمغرب وعلامة بارزة على مقولة (الصحافة تأكل أبناءها). وفي الكثير من التعليقات ورد اقتراح من أصدقاء "يزي" لتجميع هذه المذكرات في كتاب خاص بالسيرة الذاتية لصاحبه، لتضمين الخزانة المغربية، بمصنف أدبي يؤرخ لبداية العديد من تجارب المنشآت الصحفية بالمغرب ويبرز بالموازاة مع ذلك مسار صحفي غير عادي، اختار البوح لتقريب الناس من مسيرته المهنية. وتجدر الإشارة أن "الحسين يزي" حاصل على جائزة أفضل محلل صحافي سنة 2009، بتتويج من المنتدى العالمي للصحافة، بخصوص مقاله المنشور بجريدة "هسبريس الإلكترونية" في 26 أكتوبر من نفس العام، وعنوانه (أيهما أخطر إزعاج إعلام الخارج أم صحافة الداخل؟).