ناقش خبراء من مصر والمغرب والعراق مستقبل اللغة العربية وآفاق الترجمة وعلاقتها بحماية الهوية الوطنية وتحقيق النهوض العربي، وذلك في ندوة نظمها المركز الثقافي المصري بالرباط، أول أمس الأربعاء، بالتعاون مع الجمعية العربية للترجمة وحوار الثقافات.
وقد حضر الندوة السفير المصري د. أحمد إيهاب جمال الدين، وشارك فيها كل من د. محمد حسن عبد العزيز، أستاذ علم اللغة في كلية العلوم في جامعة القاهرة، وعضو مجمع اللغة العربية، ود. عبد الله العميد، رئيس الجمعية العربية للترجمة وحوار الثقافات، والباحث العراقي د. علي القاسمي.. وأدارها مدير المركز د. يحيى طه حسنين، الذي أشار إلى أن اللغة العربية هوية ولسان الأمة، وخصها الله بأن كانت لغة القرآن الكريم، أما الترجمة فهي علم مستقل يقوم على الإبداع والحس اللغوي والقدرة على التقريب بين الثقافات، وهي تتيح للغة العربية آفاق واسعة للانتشار.
واتفق المتحدثون على أن التقريب بين الفصحى والعامية ضرورة قومية، لخلق لغة مشتركة يتحدث بها جميع العرب وتكون مفتاحا لتقدمهم، كما فعلت دولا أخرى حققت تقدما كبيرا مثل فرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية، مؤكدين أن اللغة العربية هي لغة الأدب الراقي، ومشاكلها في طرق تدريسها، ويجب تدريسها في مرحلة التعليم الأساسي بكافة المدارس، مع الانفتاح على الثقافات الأخرى من خلال الترجمة.
وشدد د. محمد حسن عبد العزيز على ضرورة التقريب بين اللهجات العامية واللغة العربية الفصحى باعتبارها لغة التعليم والعلم، معتبرا أن مشكلتها تكمن في طريقة التلقين، وأنه لا سبيل لتبادل الأدوار بين العربية الفصحى والعاميات، بل لا بد من التقريب بينهما لخلق فصحى حديثة تتواكب مع حياة الناس، وأن دعوة البعض لكتابتها بالحروف اللاتينية يعقد تعلمها ويصعب كتابتها ويعزل الأمة عن تراثها.
وأشار إلى أن اللغة العربية من الممكن أن تكون لغة علمية، مستشهدا بما حدث منتصف القرن الثاني الهجري، إذ نشطت حركة الترجمة الكبرى من اليونانية والفارسية عن طريق السريانية، وقام على أساسها علم عربي أفاد الإنسانية جمعاء.
وأشار د. علي القاسمي، إلى أن على الدولة تدبير الشأن اللغوي، موضحا أن المقاطعات الألمانية، على سبيل المثال، توحدت في القرن التاسع عشر بعدما وحدت لغاتها الثلاث، وفرضت اللغة المعيارية الوسطى عن طريق التعليم والإعلام.
وأكد د. عبد الله العميد على ضرورة دعم المؤسسات التي تقوم بالترجمة، مؤكدا أن حماية اللغة العربية هو حماية للمجتمع ولهويته، في مواجهة الغزو الثقافي.