شكرا لبرلمان السويد الذي حث حكومة ستوكهولم على التعجيل بالاعتراف بـ "دولة البوليزاريو"، على الأقل كان لهذا القرار فضل في أن تنتبه النخب الحزبية بالمغرب إلى أن الحرب في الصحراء لم تنته عام 1991.
شكرا لبرلمان السويد الذي أيقظ المسؤولين المغاربة من سباتهم لدرجة إنهم لم يعوا أن اتفاق 1991 كان اتفاقا لوقف إطلاق النار بين المغرب والجزائر والبوليزاريو، ولم يكن اتفاقا لوقف الضرب من تحت الحزام من طرف الجزائر نحو المغرب.
شكرا لبرلمان السويد الذي عرى القادة السياسيين المغاربة الذين أتخمونا بـ "الفتوحات" لدى أحزاب الأممية الاشتراكية وأحزاب الأممية الليبرالية وأحزاب الأممية الدينية المحافظة لنصرة القضايا المغربية.
شكرا لبرلمان السويد الذي بين خواء النخبة السياسية المغربية المنشغلة بالحروب الساقطة والاقتتال على الكراسي الزائفة ونصب الدسائس الحقيرة لبعضهم البعض، بينما الجزائر منهمكة في تفتيت المغرب وإنفاق الملايير على اللوبيات بالدول لحشد الأنصار والأتباع لطرحها.
شكرا لبرلمان السويد الذي جعلنا نترحم على عمالقة العمل السياسي وعلى رجال دولة من عيار ثقيل كعلال الفاسي وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمان اليوسفي والدكتور الخطيب.... الذين كانوا يستغلون شبكة علاقاتهم الحزبية الدولية لتوظيفها بما يردم الهوة ويزيل اللبس من ذهن كل مسؤول أجنبي لا يفهم تشابكات قضية الصحراء.
شكرا لبرلمان السويد الذي ابتلانا اليوم برجالات دولة لا يهمهم في أجندة العلاقات الحزبية الدولية إلا استغلالها بما يسهل لهم الحصول على وثائق الإقامة لأبنائهم ولذويهم بالخارج.
شكرا لبرلمان السويد الذي أظهر أن الملك محمد السادس كان يخاطب نخبا سياسية صماء بكماء، إذ بالأمس (ولدى حديث الخطاب الملكي عن حقائب المال الموزع من طرف الجزائر) حذرهم من أن الآتي أصعب ليشمروا عن السواعد، فإذا بهم يدسون رؤوسهم في الرمال وينسحبون من الجبهات ويتصارعون على كعكعة الجماعات والجهات.
شكرا لبرلمان السويد الذي فضح فقرنا وتخلفنا لدرجة التسول لدى شركة "إيكيا" من أجل أن توظف لنا 60 مغربيا في مستودعها بزناتة ليشحنوا ويرتبوا بضاعتها المصنوعة خارج المغرب، بسبب تهريب بعض الأثرياء المغاربة لثرواتهم بالخارج بدل استثمارها بالتراب الوطني الذي أفرزهذه الثروة في الصناعة الفلاحة والخدمات المستقطبة للكفاءات الجامعية المغربية والمولدة لبراءات الاختراع.
شكرا لبرلمان السويد الذي أبطل التخذير الذي أصاب الحكومة المغربية التي لم تتمكن حتى من الانتباه إلى أن سفارة المغرب بستوكهولم لايوجد فيها سفير منذ 2012، فأحرى أن تطالب بالتقارير عما يحاك ضد مصالح المغرب بالسويد.
شكرا لبرلمان السويد الذي أرسل بالون اختبار للمغرب: إما أن "يجمع الوقفة" ويعتبر الصحراء مسألة وجودية ومصيرية والحرص على استمرار التعبئة الدائمة بالداخل والخارج، وإما ستتناسل الاعترافات بـ "دولة البوليزاريو" لتطال العدوى دول الشمال ثم الاتحاد الأوربي ثم...انتهاء برفع راية البوليزاريو (الله يحفظ) في مبنى الأمم المتحدة.