السلطات تكبد باعة "الهيضورة" ضربة موجعة أيام العيد

السلطات تكبد باعة "الهيضورة" ضربة موجعة أيام العيد

بعد أن عقدوا آمالا كبيرة على مناسبة العيد لتحقيق أرباح مادية كما عهدوا خلال السنين الماضية، صدم بائعوا  "البطاين" أو كما يسميها البعض الآخر "الهياضر"، بانخفاض سعرها هذا العام مقارنة بما ألفوه سابقا، بحيث تدنى الثمن من 30 درهم إلى 10 دراهم. الأمر الذي كبد العديد منهم خسائر فادحة بعد عمدوا إلى شرائها بأثمنة فاقت أحيانا بما حدده المشترون من مقابل. ويرجع السبب، حسب ما أفاد به المعنيون بمدينة الدار البيضاء، إلى المنع الذي فرضته السلطات هذه السنة على شاحنات التجار، مما قلص عددها، خاصة تلك القادمة من مدن آخرى وفاس تحديدا.

وأضاف أحدهم لـ"أنفاس بريس": "حقيقة خسرنا الكثير بعد أن اشترينا الهياضر على أساس أننا سنبيعها بـ30 درهما، لكن فوجئنا عند الذهاب لمكان البيع بتحديد السعر في 10 دراهم، علما أن المشترون يتشددون في عدم قبول أي بطانة ولو بها ثقب صغير". هذا في الوقت الذي كانت طريق "مديونة"، يقول آخر، تعج فيما سبق بعشرات الشاحنات التي يتسابق أصحابها لكسب ود الباعة. إذ يصعد الثمن أحيانا إلى 35 درهما لـ"بطانة الحولي"، فيما تصل تلك الخاصة بالبقر إلى 200 درهم.

وفي جوابه عن موقع هذه الخسارة إن كان الناس يمنحنونها مجانا، رد محدثنا بأن أغلب المواطنين عدلوا عن هذا التعامل الديني الذي يحرم بيع أي شيء من الأضحية، وصاروا يطلبون بدورهم مقابلا، أضف إلى هذا فإن النسبة الغالبة من المشترين يقتنون تلك "البطاين" من باعة آخرين يعملون على جمعها، وبالتالي لا مجال في هذه الحالة للحديث عن المجانية أو "في سبيل الله".

وفي السياق ذاته، لم يخف متحدث آخر بأنه كسب السنة السالفة مبلغ 2000 درهم في يوم واحد، بينما خسر هذا العام جهده ووقته وثمن بنزين "التريبورتور" أيضا. ليختم بأنه حتى وإن كانت الحالة هاته هي سيدة الموقف هذه المرة كواقع مفروض، يبقى من اللازم أن ينعكس ذلك على أثمنة السلع التي يدخل الجلد في صناعتها نظرا للسعر البخس الذي اشتري به.