الوزير "بويا الوردي" يهدد الطلبة الأطباء بسنة بيضاء بعد إحساس الحكومة بالعظمة والغرور
استغرب الرأي العام الوطني لخرجة "بويا الوردي" وزير الصحة، عبر القناة الثانية يوم أمس الخميس 17 شتنبر 2015، بخصوص قانون الخدمة الإجبارية على الطلبة الأطباء في المناطق النائية، والذي "ترجمه" وزير الاتصال للصحافة الوطنية في اليوم نفسه، معتبرا أن هذا القانون سيسد من الخصاص في الموارد البشرية في قطاع الصحة.
الأغرب من ذلك، يقول أحد الأطباء لـ "أنفاس بريس" متسائلا : "كيف يجرؤ وزير الصحة على القول باتخاذ قرار سنة بيضاء في حق الطلبة الأطباء.. إنه كلام غير مسئول وتصريح مستفز؟". مضيفا "كم هي خسارة الدولة ماليا من خلال تكلفة مصاريف سنة بيضاء التي لوح بها مسئول حكومي يعرف أنه في عز النضالات الطلابية الحقيقية، والتي عايشها هو نفسه أيام كان طالبا أو عميدا لكلية الطب.... فالطلبة هم من كانوا يرفعون شعار السنة البيضاء وليس الحكومة". واستغرب الطبيب نفسه لمضمون "الرسائل التي بعث بها وزير الصحة عبر قناة وطنية تابعها كل المغاربة... اعتبرها البعض احتقارا للطلبة وحكرة للمغاربة قاطبة".
هذا واعتبرت مصادر طبية أن جرأة الوزير مردها إلى الغرور الذي أصاب الحكومة والإحساس بالعظمة بعد نتائج استحقاق الرابع من شتنبر، وكأن المغاربة وقعوا لها شيكا على بياض في اتخاذ قرارات لا شعبية سيكون لها ما بعدها .
وقد طالبت مصادر "أنفاس بريس" الطبية بضرورة توفير شروط العمل بالمناطق النائية من خلال تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية وصرف تعويضات تحفيزية للأطباء والممرضين وضمان أمنهم الاقتصادي والاجتماعي.. واستغربت لشجاعة الوزير وقدرته على إتلاف الملايير التي صرفت على الطلبة وأساتذتهم وكلياتهم بجرة قلب لتتبخر على إثر السنة البيضاء التي يهدد بها الطلبة الأطباء الذين فضلوا بيع الكلينيكس ومسح زجاج السيارات بمدننا .
من جهة أخرى قال أحد الأطباء لـ "أنفاس بريس" موضحا "لقد وضعت المنظمة العالمية للصحة معايير عالمية وخصصت (01) طبيب لكل 650 مواطن لضمان توازن صحي وتتبع حقيقي لمتطلبات الصحة، في حين أن وزارة الوردي لها رأي آخر ومعايير أخرى تصل إلى 6 أطباء لكل 10000 مواطن. وأكد محدثنا أن القطاع يعاني من خصاص كبير في الموارد البشرية حدده في 7000 طبيب(ة) و9000 ممرض(ة)، وتساءل "ألا يعتبر هذا الفارق مسخرة طبية بالمغرب واستخفافا بصحة المواطنين... لو كانت للوزير رؤيا لتطوير القطاع لعمل على إحداث 1000 منصب شغل سنويا (أطباء وممرضين) منذ ولوجه للحكومة، وسيجد نفسه بعد انتهاء ولايته قد حقق الشيء الكثير للوطن". وختم قوله "هذه هي القرارات الشجاعة التي يحتاجها الوطن والمغاربة، وليس التهديد بسنة بيضاء.. كان من المفروض أن يطالب بها الطلبة وليس الوزير".