حين تنظم منافسات رياضية في رولان غاروس تتم إزالة كل مظاهر الأشغال بالأوراش تحسبا لكل ما من شأنه أن يهدد أرواح المتفرجين.
إذا كانت هذه قاعدة بديهية يعمل بها في كل المناسبات التي تعرف استقطاب الجمهور في اللقاءات الرياضية، فما الذي أدى إلى خلق الغباء لدى المسؤولين بالسعودية الساهرين على توسعة الحرم المكي والذين سمحوا للحجاج بالصلاة في أماكن الورش من جهة؟ والسماح ببقاء معدات الورش من جهة ثانية، علما أن الحج يعرف توافد أزيد من 3 ملايين مسلم من داخل السعودية ومن مختلف بقاع العالم؟
ففي كل سنة تقع مجزرة بالحج بسسب التقصير في التنظيم، وبدل أن تنهض الهمم في العالم الإسلامي محتجة ومستنكرة مايقع يتم تسريب التخدير للمسلمين بأن ماحدث هو "قضاء وقدر"، ولم نسمع يوما ما أن منظمة مدنية أو دولة قالت :"اللهم إن هذا لمنكر".
فهل يفسر الصمت بالخوف من الحرمان من المساعدات التي تمنحها المؤسسات السعودية؟ كيف للسعودية التي تجني الملايير من عائدات الحج وتفشل في تنظيم وتأمين موسم الحج وحماية أرواح الحجاج؟
فمن قبل تم فرض كوطا على كل دولة إسلامية بخصوص عدد الحجاج الذين يحق لهم أداء أهم فريضة في الإسلام (الحج) بدعوى أن السعودية تخاف من الإرهاب ولاقبل لها على استقبال هذه التدفقات الهائلة. ومع ذلك ابتلع المسلمون هذه الإهانة رغم ماخلقته من مشاكل في عدة دول بسبب قلة المقاعد المخصصة لها (مثلا المغرب له حصة 30 ألف حاج فقط في السنة) مما يولد القلاقل والإحباط لدى المواطنين الذين لاتكون القرعة من نصيبهم. واليوم تضطر الدول ليس للاستعداد لاستقبال حجاجها فقط،بل تضطر إلى توسيع المقابر عقب كل موسم حج لدفن مواطنيها الذين يلقون حتفهم بالسعودية التي عجزت عن تأمين جيد وعن اتخاذ الاحتياطات الاحترازية ليمر موسم الحج بسلام.
إن أقل شئ يمكن فعله هو أن تعلن السعودية عن تقديم المسؤولين عن مجزرة رافعة الحرم المكي إلى القضاء. أما مطلب خلق هيأة إسلامية مستقلة تتولى الإشراف على مراسيم الحج وتجريد السعودية من هذا الامتياز فسيبقى فى حكم المطالب المؤجلة إلى حين أن ينضج العقل الإسلامي وتتحرر الدول والمنظمات من بطش الحاجة إلى المساعدات الإحسانية وبالتالي التحرر من الهيمنة السعودية.
رحم الله الحجاج الذين قتلوا بالحرم المكي و" اللهه ياخذ الحق في الذين كانوا السبب في هذه الجريمة".